- هذا أكثر مصطلح متداوَل بين الحداثيِّين ومن يدور في أفلاكهم من عَلمانية الغَرْب والعَرَب منذ انطلاق الثورة الفرنسية لإلغاء السيطرة الذكورية على المرأة وإلغاء المجتمع الرجولي الأُحادي، وفي الآن ذاتِهِ لم ينتبِهْ هؤلاء أنَّه مصطلح ذكوريٌّ بامتياز، ذلك لأن "التحرير" يعني وجود فاعل خارجي هو "المحرِّر" .. ومن يكون هذا المحرر الخارج عن المرأة؟ هو الرجل !!
وفعلًا؛ لم يكن الاصطلاحُ اختيارًا عفويًّا بل هو مقصودٌ، لأن الذين وضعوه هم جماعة ذكوريَّة أرادت تغيير سياق الحياة لدى المرأة من سلطة الإله الرجعيِّ [في زعمهم] إلى سلطة الرجل المتنوِّر، فنقلوا المرأة المسكينة من سجنٍ رحْبٍ نوعًا ما إلى سجن يحقق فيه الرجل نزواته الخاصة فقط، لذا عمدوا إلى توشيح ثورتهم بشعار "تحرير المرأة"، ولو كانوا صادقين لجعلوا بدل ذلك شعار "تحرُّر المرأة"، لأنهم إذا كانوا يؤمنون بالمساواة بين الجنسين -كما يدَّعون- فإن المرأة هي المسؤولة عن تحرير نفسها أي: هي المسؤولة عن التحرُّر دون أن تحتاج إلى من يحرِّرها.
هذا النظر ثنائيُّ المَسلك، إذْ هو نبشٌ في المصطلح والفكرة، ويحتاج رَصْدًا علميًّا لتموضع قضية "تحرير المرأة" في الكتابات الأوروبية، وسَرْدًا يُتيح فهم التفكير الغربي تجاه "المرأة"، ونقدًا يُسقط هالة التقديس التي يتلمَّحها أبناء جلدتنا لمكانة المرأة في الحضارة الأوروبية الحديثة، وبعد ذلك ... يمكن للمرأة أن تتحرَّرَ من كل العوائق التي لم تكن موجودة حين خُلقتْ أمُّنا حوَّاءُ، تلك العوائق التي لم تكن موجودةً حين كان النبي محمدٌ -عليه السلام- يشاهد مع السيدة عائشة -عليها السلام- رَقْصَ الحبشة في المسجد النبوي، ولا حين كان يحادث صفيَّةَ -عليها السلام- في أمور خاصة في الشارع ليلًا والناس يمرُّون عليهما، ولا حين ولَّى عمر بن الخطَّاب -رحمه الله- الشِّفاءَ بنت عبد الله القُرشيَّة وظيفة مراقبة السوق، ولا حين كانت فاطمة بنت محمد -عليهما السلام- تورد الفرس وتُصْدرها، ولا حين كانت عائشة بنت أبي طلحة تجالس الفقهاء وتعقد حلقات العلم لتعليم الرجال سافرةً عن وجهها وهي ذاتُ زوج، ولا حين كانت المرأة في حضارتنا لا تسأل عن قيادة الفرس بل عن المشاركة في الحرب، ولا تسأل عن جواز كشف الوجه بل عن الرجل الذي تريده هي شريكًا لها .. وإنما ذكرتُ أمثلةْ عالقةً بذهني، ومن شاء فليدرس هذا الموضوع بعناية ليجد في كتب التاريخ ما يشفي غلواءه.
هذه قضية المرأة لا قضية الرجل، من وضعتْ نفسها في سلطة الآخَرين فلتتحمَّلْ تَبِعاتها ... أما "تحرير المرأة" فأطول كذبة عرفها التاريخ، أطول حتى من برج إيفيل .. حيث بدأت المسخرة !!
وفعلًا؛ لم يكن الاصطلاحُ اختيارًا عفويًّا بل هو مقصودٌ، لأن الذين وضعوه هم جماعة ذكوريَّة أرادت تغيير سياق الحياة لدى المرأة من سلطة الإله الرجعيِّ [في زعمهم] إلى سلطة الرجل المتنوِّر، فنقلوا المرأة المسكينة من سجنٍ رحْبٍ نوعًا ما إلى سجن يحقق فيه الرجل نزواته الخاصة فقط، لذا عمدوا إلى توشيح ثورتهم بشعار "تحرير المرأة"، ولو كانوا صادقين لجعلوا بدل ذلك شعار "تحرُّر المرأة"، لأنهم إذا كانوا يؤمنون بالمساواة بين الجنسين -كما يدَّعون- فإن المرأة هي المسؤولة عن تحرير نفسها أي: هي المسؤولة عن التحرُّر دون أن تحتاج إلى من يحرِّرها.
هذا النظر ثنائيُّ المَسلك، إذْ هو نبشٌ في المصطلح والفكرة، ويحتاج رَصْدًا علميًّا لتموضع قضية "تحرير المرأة" في الكتابات الأوروبية، وسَرْدًا يُتيح فهم التفكير الغربي تجاه "المرأة"، ونقدًا يُسقط هالة التقديس التي يتلمَّحها أبناء جلدتنا لمكانة المرأة في الحضارة الأوروبية الحديثة، وبعد ذلك ... يمكن للمرأة أن تتحرَّرَ من كل العوائق التي لم تكن موجودة حين خُلقتْ أمُّنا حوَّاءُ، تلك العوائق التي لم تكن موجودةً حين كان النبي محمدٌ -عليه السلام- يشاهد مع السيدة عائشة -عليها السلام- رَقْصَ الحبشة في المسجد النبوي، ولا حين كان يحادث صفيَّةَ -عليها السلام- في أمور خاصة في الشارع ليلًا والناس يمرُّون عليهما، ولا حين ولَّى عمر بن الخطَّاب -رحمه الله- الشِّفاءَ بنت عبد الله القُرشيَّة وظيفة مراقبة السوق، ولا حين كانت فاطمة بنت محمد -عليهما السلام- تورد الفرس وتُصْدرها، ولا حين كانت عائشة بنت أبي طلحة تجالس الفقهاء وتعقد حلقات العلم لتعليم الرجال سافرةً عن وجهها وهي ذاتُ زوج، ولا حين كانت المرأة في حضارتنا لا تسأل عن قيادة الفرس بل عن المشاركة في الحرب، ولا تسأل عن جواز كشف الوجه بل عن الرجل الذي تريده هي شريكًا لها .. وإنما ذكرتُ أمثلةْ عالقةً بذهني، ومن شاء فليدرس هذا الموضوع بعناية ليجد في كتب التاريخ ما يشفي غلواءه.
هذه قضية المرأة لا قضية الرجل، من وضعتْ نفسها في سلطة الآخَرين فلتتحمَّلْ تَبِعاتها ... أما "تحرير المرأة" فأطول كذبة عرفها التاريخ، أطول حتى من برج إيفيل .. حيث بدأت المسخرة !!
تعليقات
إرسال تعليق