- المفاضلة بين اللغات.

- "المفاضلة بين اللغات صحيحةٌ" خلافًا لابن حزم الظاهري -رحمه الله-، وذلك "حقيقة طبيعية ناتجة عن الحسِّ" ولا يُدرَى كيف أنكرها أبو محمد؟!
أمَّا كونُها "حقيقةً طبيعيةً" فلأن الحسَّ يثبت اختلاف الأصوات المستعملة بين اللغات البشرية، والأصواتُ إمَّا أن تكون سهلةً كثيرةً أو صعبة قليلةً أو بين بين، والألفاظ المركَّبةُ منها إمَّا أن تكون سلسةً أو حرجة أو بين بين، والجُمَل المركَّبة من تلك الألفاظ إمَّا تكون ذاتَ ترتيبٍ منطقيٍّ سليم موافقٍ للواقع أو مبعثرةً أو بين بين، وهذه المؤشرات الثلاثة هي التي تجعل اللغة أسهلَ على اللسان وأوسعَ في المعجميَّة وأنسبَ للـ"عُمْران" والتفكير، فالسهولة نتيجةٌ عن وضوح الأصوات والحركات، والغزارة نتيجة عن كثرتها ومناسبة الفكر والعمران البشري نتيجةٌ عن موافقة التراكيب للمنطق.
واللغة العربية أخذت من كل ذلك بالنصيب الأوفر، على أنها احتوتْ على بعض الأصوات النافرة عن اللسان البشري عمومًا، وهناك اختلالاتٌ في بعض التراكيب ويرجع ذلك إلى نوعٍ من البلاغة التي كانت عسرةً على كثيرٍ من الأعاجم حتى أولئك الذين عاشوا بين العرب المُدَدَ الطوال.
وهذا رأس المسألة فحسبُ !!

تعليقات