- الصدق مرتبة واحدةٌ في كونه ثبوتَ الشيء في الواقع الفكري أو الخارجي، والمُحَدِّدُ الذي يُغري باختلاف درجات الصدق هو البراهين من ناحيتين: الكمِّيَّة والكيفيَّة، فالبراهين القريبة والكثيرة تُغري النفوس بالتصديق أكثرَ من البراهين البعيدة والقليلة، وهذا راجع إلى صفاء النفس من العوائق الذاتية والخارجية، فكُلَّما صَفَتِ النفوسُ سهُل عليها تقبُّل البراهين مهما كان عددها ونوعها، وكلَّما أظلمتْ عسُر عليها تقبُّل البرهان، لذا فالنفوس المحافِظةُ على فِطَرِها أسرعُ في الهداية من غيرها، وهذا يَجرِي في العلوم كافَّةً ويجري في الأذواق كذلك، فمن تعكَّرتْ فطرتُهُ فسَد ذوقُهُ جدًّا، وبين ذلك من الدرجات ما لا يعلمه إلا خالق النفوس تعالى وتقدَّس.
تعليقات
إرسال تعليق