- ابن حزم في نظر الذهبي.

- "نشأ في تنعم ورفاهية، ورُزِق ذكاء مُفْرِطًا، وذهنا سيَّالًا، وكُتُبًا نفيسة كثيرة، وكان والده من كبراء أهل قرطبة، عمل الوزارة في الدولة العامرية، وكذلك وَزَرَ أبو محمد في شبيبته، وكان قد مهر أولا في الأدب والأخبار والشعر، وفي المنطق وأجزاء الفلسفة، فأثرت فيه تأثيرا ليته سلم من ذلك [!!!]، ولقد وقفتُ له على تأليف يحض فيه على الاعتناء بالمنطق ويقدمه على العلوم، فتألمت له، فإنه رأس في علوم الإسلام، متبحر في النقل، عديم النظير على يبس فيه، وفرط ظاهرية في الفروع لا الأصول".اهـ(من ترجمة الذهبي لابن حزم في السِّيَر)
قلتُ: كلام الذهبي فيه كثيرٌ من الإنصاف وقليلٌ من الإجحاف وبعض الغبش، فأما الإجحاف فزعمه أن ابن حزم ظاهريٌّ في الفروع لا الأصول، وهذا حيفٌ على الرجُلِ، لأن من حقَّقَ آراءه في العقيدة لاح له أنه على الجادَّة من مذهب أهل الظاهر، وأمَّا الغَبَشُ ففي موقفه من تعلُّم ابن حزم للمنطق والفلسفة وحضِّهِ عليهما وهذا -لَعَمْرُ الله- موضع امتداح لا انتقاص، ولكنَّ الذهبيَّ -رحمه الله- كان قد تأثَّر بالفكر الحنبليِّ المناهض للعقليَّات، رحم الله الجميع!

تعليقات