- قال الخليفة عثمان ذور النورين -رضي الله عنه-
للشيخ المقرئ عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: "هل لك يا أبا عبد الرحمن في
أن نزوجك بِكْراً تذكِّرك ما كنتَ تعهد؟".
وهذا الأثر المرويُّ في صحيح البخاري -تحت رقم:5065- وفي
صحيح مسلم -تحت رقم:3398- يدلُّ صراحةً على أن الزواجَ بالصغيرة مباحٌ عند الرعيل الأول
أهل العقل والحكمة والمعرفة، وأنه لم يَكْرَههُّ إلا أعاجمُ عصرِنا الذين لا يفقهون
حالة المرأة وحاجتَها إلى رجُلٍ يقوم على حوائجها ويخدُمُها ويُكرِمها، ولا يفقهون
-أيضا- حاجة الرجل إلى امرأةٍ تُذَكِّرُهُ بزهرة شبابِهِ ولو كان شيخًا فانيًا، وتُعيد
إلى صحراء نفسِهِ ماءَ الحياة وروعتها، ولذا: لا نتعجَّبُ من هذه الحالة المُزرية التي
وصل إليها المجتمع الإسلامي بسبب الفتاوى التي تركِّز على خدعة فقهية تسمَّى
"التكافؤ" بين الرجل والمرأة، لأنه شرطٌ ليس في كتاب الله ولا في سنة رسول
الله عليه السلام، وما دام كذلك فهو باطلٌ.
ومن جهة أخرى هو شرطٌ مُجْحِفٌ بالمرأة والرجل، ونتيجتُهُ
الحتميَّةُ هي العنوسة وعموم الرذيلة في الشباب، ومن أنكر هذه النتيجة فهو عديم الإحساس،
ومن قارن فقط بين حالة المجتمع في العقدين الأخيرين (1990- 2015) وما قبلهما لوجد كيف
كانت المرأة تتزوَّج بأوَّل من يتقدَّمُ إليها ولا يشترط أهلها إلا نظافة أصله وصيانته
لبيته، ولهذا كان الخيرُ والبركة... وترى شباب اليوم خائري العزائم لأن أولياء النساء
قطعوا عليهم الطريق في بناء الأُسَر... ولأن كلامي هذا صريحٌ جدًّا فإنه لن يعجب كثيرًا
من الناس!
وحسبي أن قدوتي في هذا التحليل هم الصحابة وقادة الأمة
وأفضل البشرية على الإطلاق.
تعليقات
إرسال تعليق