والمقصود: أن المعاجم العربية القديمة وضعها أصحابها لضبط
الأوضاع اللغوية، بحيث يحصرون في كل مادة ما صح عن العرب مما يقصدون به أصل المعنى
-أو المعاني- المرادة من ذلك اللفظ، ثم قد يستطردون في الكلام ليصلوا إلى ذكر المجازات
المتعلقة باللفظ، لذا نجدهم قد أوعبوا في ذكر المعاني الحقيقية للألفاظ أيَّما إيعاب،
لكنه إيعابٌ مستدرَكٌ كثيرًا، لأننا نقف على بعض المعاني الحقيقية في غير تلك المعاجم؛
وإنما في كتب نحوية وصرفية وشعرية قديمة... فهذا هو أصل التأليف المعجمي العربي.
والناظرُ المنعِمُ النظرَ في المعجمات العربية؛ يتهيأ له
أن يحقق القول في كثير من الظواهر اللغوية مثل: الترادف، الاشتراك... وغيرهما، لأنه
يمكن أن يتساءل: ما هو الحد المنضبط للمشترك -مثلا-؟ وإذا كان "الاستواء"
بين المعاني مشروطًا في حد المشترك؛ فكيف يمكن رصده؟
تعليقات
إرسال تعليق