- لا تظنَّ أن انتشار الكتاب وكثرة قراءة الناس له وحفظهم لما فيه؛ دليلًا
على كونه كتابًا قيِّمًا وأفضَل من غيره، ولا أن الكتاب الذي نادرًا ما
يعرفه الناس أو لا يتردَّدون على قراءته أنه كتابٌ قليل الفائدة، وخذ لك
مثالا:
"مختصر سيدي خليل بن إسحاق"، أظنه ملأ الدنيا ضجيجًا، والأصح أن أصحابَهُ ضجُّوا به ولهجوا به رغم أنه ليس سوى طلَّسْماتٍ غامضة، بينما تجد كتابًا مثل "التمهيد لما في الموطإ من المعاني والأسانيد" لأبي عمر القرطبي الحافظ لا ذكر له في تآليف متأخري المالكية، وأجزم لك أنه لا ذكر له حقيقةً في كثيرٍ من مصنفاتهم.
سوف يقول قائل:
ما لك تقارن بين مختصر ومبسوط؟
أقول:
أنت تدرك أن إهمال المؤلفات الكبيرة ليس خاصا بـ"التمهيد"؛ بل بعشرات الكتب الحديثية مثل مسند أحمد ومعاجم الطبراني وغيرها، يعني أن الإهمال موجه إلى فئة معينة من التآليف، أعني: تلك التي تتميز بإيراد الحجة، لا بـ"تلقين" البشر كلامَ البشر الآخَرين!
أراد أصحاب المتون أن يقرِّبوا العلم، ولكن أراد "آخَرون" أن يشتغل الناس عن صحيح العلم بتلك المتون البالية، لذا أنت ترى أن طوائف المتفقهين تنحصر عقولهم في مختصر خليل وابن عاشر والورقات والبيقونية، ومن كان له إلمام بمختصر ابن الحاجب وألفية ابن مالك والرحبية ونحوها فذلك عندهم لا نظير له!
والرجل لا اطلاع له على "علل ابن أبي حاتم" إلا كما يطَّلع قرويٌّ في المنام على شارع مكتظٍّ في نيويورك أو طوكيو!
فيصبح وعلى وجهه أمارات الدهشة... لأنه لا يفهم ما رأى في ذلك المنام، كذلك صاحبنا الفقيه لا يفهم ما رأى في علل ابن أبي حاتم وبيان الوهم والإيهام للفاسي.
أما إذا حدَّثْتَهُ عن "نعوم تشومسكي" فيحسب أنك تحدثه عن حارس مرمى المنتخب الألماني على سبيل المثال!!
"من حفظ المتون ربح الجنون"!
"مختصر سيدي خليل بن إسحاق"، أظنه ملأ الدنيا ضجيجًا، والأصح أن أصحابَهُ ضجُّوا به ولهجوا به رغم أنه ليس سوى طلَّسْماتٍ غامضة، بينما تجد كتابًا مثل "التمهيد لما في الموطإ من المعاني والأسانيد" لأبي عمر القرطبي الحافظ لا ذكر له في تآليف متأخري المالكية، وأجزم لك أنه لا ذكر له حقيقةً في كثيرٍ من مصنفاتهم.
سوف يقول قائل:
ما لك تقارن بين مختصر ومبسوط؟
أقول:
أنت تدرك أن إهمال المؤلفات الكبيرة ليس خاصا بـ"التمهيد"؛ بل بعشرات الكتب الحديثية مثل مسند أحمد ومعاجم الطبراني وغيرها، يعني أن الإهمال موجه إلى فئة معينة من التآليف، أعني: تلك التي تتميز بإيراد الحجة، لا بـ"تلقين" البشر كلامَ البشر الآخَرين!
أراد أصحاب المتون أن يقرِّبوا العلم، ولكن أراد "آخَرون" أن يشتغل الناس عن صحيح العلم بتلك المتون البالية، لذا أنت ترى أن طوائف المتفقهين تنحصر عقولهم في مختصر خليل وابن عاشر والورقات والبيقونية، ومن كان له إلمام بمختصر ابن الحاجب وألفية ابن مالك والرحبية ونحوها فذلك عندهم لا نظير له!
والرجل لا اطلاع له على "علل ابن أبي حاتم" إلا كما يطَّلع قرويٌّ في المنام على شارع مكتظٍّ في نيويورك أو طوكيو!
فيصبح وعلى وجهه أمارات الدهشة... لأنه لا يفهم ما رأى في ذلك المنام، كذلك صاحبنا الفقيه لا يفهم ما رأى في علل ابن أبي حاتم وبيان الوهم والإيهام للفاسي.
أما إذا حدَّثْتَهُ عن "نعوم تشومسكي" فيحسب أنك تحدثه عن حارس مرمى المنتخب الألماني على سبيل المثال!!
"من حفظ المتون ربح الجنون"!
تعليقات
إرسال تعليق