- بين الغين والقاف.

- من المعروف أن قبائل "أولاد نايل" المنتشرة في أرجاء ولاية تيارت؛ المسيلة؛ الجلفة؛ الأغواط؛ غرداية؛ وادي سوف؛ ورقلة وغيرها من ولايات الجزائر أن غالهم ينطقون الغين قافًا، ولا يكادون يخطئون في ذلك إلا نادرًا، وهذه القبيلة المنحدرة من سلالة الأدارسة الذين كانوا ملوك فاسٍ وأعيانَها هم جزءٌ من فروع قريش وبالتحديد: جزءٌ من بني هاشم، فلغتهم قُرشيَّةٌ أصالةً طرأتْ عليها تغييرات ناتجة عن الاحتكاك والتخفيف ونحوهما من عوامل تحريف النطق، ويشاركهم في هذا القبائلُ الأخرى التي تجتمع معهم في الموطن، حيث غلبت اللهجة النائلية على باقي اللهجات، كما أن هناك بعض القبائل في دولة الكويت ينطقون الغين قافًا كذلك، وبالعكس: هناك من ينطق القافَ غينًا وهذا موجودٌ في بعض مناطق وادي سوف وغيرها.

ويقع الإشكال في أن تحويل الغين إلى قاف يصحبُهُ في العربية الفصيحة تحوُّلٌ كبيرٌ في المعنى حيث لا ارتباطَ بينهما إطلاقا، وهنا جمعتُ بعض النماذج من الألفاظ التي تُنطَقُ بالغين فتعطي معنى وبالقاف فتعطي معنى آخر تمامًا:

• غيظ وقيظ، فالغيظ الغضب الشديد والقيظ شدة الحر.

• غراب وقراب، فالغراب معروف، والقُراب هو ما يقارب الشيءَ وفي الحديث القدسي "لو أتيتَني بقُراب الأرض خطايا".

• غافل وقافل، فالغافل عكس الذاكر، والقافل هو الراجع من مكانٍ ما.

• غريب وقريب.

• أغوى وأقوى، فأغوى بمعنى أضلَّه عن الهدى، وأقوى فلانٌ إذا صار فقيرًا.

• بغل وبقل، فالبغل معروف والبقْل أصناف كالبازلَّاء ونحوها.

• غدر وقدر.

• غاب وقاب، ومعنى القابِ هو المقدار قال تعالى: "قابَ قوسين أو أدنى".

• غفر وقفر.