- فضفضة لغوية:مادة (هـ م م) (3)

يقال: هَـمَّ - يَـهُـمُّ فلانٌ أن يفعل أو هَـمَّ بفعل كذا بمعنى: أزمع على القيام به، ويقال: هَمَمْتُ بفلان أي: قصدتُّ إليه للإيقاع به أو نحو ذلك، فالفعل الثلاثي "هَـمَّ" يتعدَّى بنفسه أو بحرف الباء ويتعلَّقُ به إما:
• فعل، فيكون معناه أن ينويَ القيام بذلك الفعل.
• ذات، ويكون معناه القصدُ إليها.
فهو يدور على معنى الإرداة القلبية، وقد يتعدَّى بـ"إلى" نحو قولك: هممتُ إلى فلان، ومعناه أيضًا: قصدتُّ إليه، فهو هنا يعتبر أخًا لفعل "قَصَدَ".
أما الفعل الرباعي "أهَـمَّ"؛ فمعناه أن شيئًا جعلني أقصد القيام بفعل معيَّنٍ خاصٍّ بذلك الشيء، ففي الحديث: "إن قريشًا أهَمَّـهُمْ أمرُ المخزومية"، أي: جعلهم يفكِّرون في القيام بما مِن شأنه حلُّ تلك المعضلة التي وقعوا فيها، فـ"أهمَّني الأمرُ" = جعلني أهُمُّ به.
والفرق بينهما يتضح في اسم الفاعل المشتق من كل واحد منهما، فالفعل الثلاثي يقال فيه: هامٌّ، ومعناه: قاصدٌ، بينما الفعل الرباعي يقال فيه: مُهِمٌّ، أي: مورثٌ لفعل الهَـمِّ الذي هو القصد.
والخطأ الشائع استعمال الثلاثي في محل الرباعي، فيقولون: "أمرٌ هامٌّ، تنبيهٌ هامٌّ"، وهذا غيرُ صحيح، والصواب أن نقول: "أمرٌ مهمٌّ، تنبيهٌ مهمٌّ".
و"المُـهِـمَّـة
" -بضم الميم الأولى- استعمالٌ صحيحٌ، والجمع فيها: مُهِمَّات -جمعَ تأنيثٍ سالمًا-، و"المَـهَـمَّـة" -بفتح الميم الأولى- الظاهر أنه اسم مكانٍ على وِزان "مَـفْـعَـلـة" التي جمعها ينبغي أن يكون "مَـفـاعـل"، فنقول: مَـهَـامُّ، وهي غير مصروفة لكونها على صيغة منتهى الجموع.
والفرق بينهما أن المهمة بضم الميم تعني الشيء الذي يجعلك تهتم وتقصد إليه، بينما المهمة بفتح الميم تكون مصدرا من الثلاثي، كما أنها مناسبة للمعنى المتداول كالوظيفة والشغل لكونها تتناسب مع القياس الصرفي.

و"الهِـمَّـة" -بكسر الهاء- مصدر من الفعل الثلاثي، وهي واحد القصد، وتطلق في العرف اللغوي كذلك على العزم المصمم والمؤكد، يقال: فلان صاحب همة.
و"الاهتمام"، أن نقول: أهمَّني الأمرُ فاهتممتُ به وهي أبلغ من حيث المعنى من قولنا: أهمَّني فهممتُ به، لأن "زيادة المبنى تفيد زيادة المعنى"، وهنا يقع الاشتراك بين اسم الفاعل واسم المفعول ففي كليهما نقول: "مُـهْـتَـمٌّ".
و"المهموم" من أصابه الهَـمُّ وهو الكَرْبُ.
و"هَـوَامُّ الليل" دَوابُّـهُ المُخيفة، "وهَـوَامُّ الرأس" كالقُمَّل والصئبان، والمفرد منهما "هـامَّـة" بالتأنيث.

تعليقات