- المعارضة تعتبر وقفات ومسيرات أمس -24 فيفري- "ناجحة"، وتقول: "إن الشعب استعاد سيادته"!
ربما يكون ذلك صحيحا، لكنه إلى حد بعيد ليس إلا حَدَثًا رمزيًّا ليس له تأثير على النظام المتحكِّم في مفاصل الجمهورية.
على عكس ما كنتُ متوقِّعًا؛ فقد بدا أن قطاعا كبيرا من الشعب الجزائري متفاعل مع الحركة السياسية، كما أن المعارضة باتت تصحح الخلل الجسيم الذي كانت ترتكبه مدى عقود طويلة من التاريخ، حين كانت المعارضةُ "الوجهَ الآخَرَ" للسلطة، أما اليوم فهي قادرة على تحريك الشارع وتوعية الشعب بفظاعة الحالة التي نحن فيها...
لكنْ من جهة أخرى -حتى يكون القول عادلًا-: فالسياسة للخارجية للجزائر كأنها تخرج من مخابر غير تلك التي يحبكون فيها سياستهم الداخلية تجاه أوضاع الشعب، فمواقف الجزائر التي تعتمد على مبدإ "عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى" واحترام سيادة الدلو وعدم الانحياز إلى أي طرف سياسي مهما كانت "قوته العسكرية أو حاضنته الشعبية" = كل ذلك يمثل -في عالمنا المعاصر- موقفا قويًّا ومحمودا في حياة الدول، وعلى سبيل المثال:
• الجزائر لا تعترف بأي حكومة من حكومتي طرابلس وطبرق في ليبيا.
• وهي تتحفظ على الضربة الجوية التي قام بها النظام الانقلابي في مصر.
• وتقف بقوة إلى جانب المقاومة الفلسطينية وتؤيدها بالدعم المالي والسياسي.
• وكانت تقف بالحياد في أزمة تونس السياسية بعد الثورة.
نحن -كشرعيِّين- لا نزكي هاته المواقف إلا من باب "بعض الشرِّ أهونُ من بعضٍ"، ولكن: لو كانت سياسة نظامنا الداخلية مثل سياسته الخارجية لتجنَّب النظامُ كلَّ المطاردة التي تقوم بها أحزاب المعارضة، غير أن القوة التي يمتلكها في الداخل هي -وللأسف- قوة كل الأنظمة العربية: مؤسسة العسكر والمخابرات التي تقف إلى جانب النظام دومًا، أو بالأصح: هي النظامُ ذاتُهُ -حقيقةً لا مجازًا-، وهذا ليس أمرًا سِرِّيًّا، ولكنه الحقيقة المرة التي جعلتْ بسطاء الشعب يَدينون ديانة "الدولة = النظام"، فلو انتقد أحدُهُم النظام كان خطرًا على "الأمن القومي"، هذا هو التحدِّي الذي يجب على المعارضة أن تكسره بكل قوة...
طبعًا؛ كل هذا الكلام يدور في تحليل الواقع، والأمل هو: دولة تضم كل الشعوب الإسلامية!
ربما يكون ذلك صحيحا، لكنه إلى حد بعيد ليس إلا حَدَثًا رمزيًّا ليس له تأثير على النظام المتحكِّم في مفاصل الجمهورية.
على عكس ما كنتُ متوقِّعًا؛ فقد بدا أن قطاعا كبيرا من الشعب الجزائري متفاعل مع الحركة السياسية، كما أن المعارضة باتت تصحح الخلل الجسيم الذي كانت ترتكبه مدى عقود طويلة من التاريخ، حين كانت المعارضةُ "الوجهَ الآخَرَ" للسلطة، أما اليوم فهي قادرة على تحريك الشارع وتوعية الشعب بفظاعة الحالة التي نحن فيها...
لكنْ من جهة أخرى -حتى يكون القول عادلًا-: فالسياسة للخارجية للجزائر كأنها تخرج من مخابر غير تلك التي يحبكون فيها سياستهم الداخلية تجاه أوضاع الشعب، فمواقف الجزائر التي تعتمد على مبدإ "عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى" واحترام سيادة الدلو وعدم الانحياز إلى أي طرف سياسي مهما كانت "قوته العسكرية أو حاضنته الشعبية" = كل ذلك يمثل -في عالمنا المعاصر- موقفا قويًّا ومحمودا في حياة الدول، وعلى سبيل المثال:
• الجزائر لا تعترف بأي حكومة من حكومتي طرابلس وطبرق في ليبيا.
• وهي تتحفظ على الضربة الجوية التي قام بها النظام الانقلابي في مصر.
• وتقف بقوة إلى جانب المقاومة الفلسطينية وتؤيدها بالدعم المالي والسياسي.
• وكانت تقف بالحياد في أزمة تونس السياسية بعد الثورة.
نحن -كشرعيِّين- لا نزكي هاته المواقف إلا من باب "بعض الشرِّ أهونُ من بعضٍ"، ولكن: لو كانت سياسة نظامنا الداخلية مثل سياسته الخارجية لتجنَّب النظامُ كلَّ المطاردة التي تقوم بها أحزاب المعارضة، غير أن القوة التي يمتلكها في الداخل هي -وللأسف- قوة كل الأنظمة العربية: مؤسسة العسكر والمخابرات التي تقف إلى جانب النظام دومًا، أو بالأصح: هي النظامُ ذاتُهُ -حقيقةً لا مجازًا-، وهذا ليس أمرًا سِرِّيًّا، ولكنه الحقيقة المرة التي جعلتْ بسطاء الشعب يَدينون ديانة "الدولة = النظام"، فلو انتقد أحدُهُم النظام كان خطرًا على "الأمن القومي"، هذا هو التحدِّي الذي يجب على المعارضة أن تكسره بكل قوة...
طبعًا؛ كل هذا الكلام يدور في تحليل الواقع، والأمل هو: دولة تضم كل الشعوب الإسلامية!
تعليقات
إرسال تعليق