- من شعر المُـرَّار الأسدي في السياسة والكرم.

- قال المُرَّار بنُ سعيد الفقعسيُّ الأسديُّ من شعراء الدولة الأموية وكنيتُهُ أبو حسَّان:

إذا شئتَ يومًا أن تسودَ عشيرةً ... فبالحِلْمِ سُــدْ لا بالتسرُّعِ والشَّتْمِ!

قلتُ:
وهذا البيت أحدُ بيتين اختارهما له أبو تمَّام في (ديوان الحماسة)، وهو بيتٌ عظيم المعنى شريف الغاية، وكأنه موجَّهٌ إلى المشتغلين بالسياسة ممن يرومون تقلُّد المناصب والحكومات، فالذي يريد منهم العدل في أمره وانصياع العامة له فعليه أن يكون رزينًا حليمًا متأنِّيًا، ويجتنبَ الطَّيشَ وخفة العقل وشتمَ الرعية حتى يرتفع مقامه ويُبسَطَ الأمنُ في بلاده.
والمُرَّار -ضبطه: بضم الميم وتشديد الراء وهو من نادر الأوزان في الأسماء والصفات، ومن الصفات ما ورد في قوله تعالى: "ومكروا مكرًا كُـبَّـارًا" وهو كما يقول أئمة اللغة يأتي للمبالغة- ابنُ سعيد بنِ خالد بن نَضْلةَ الأسديُّ كان جدُّهُ سيِّد بني أسد يومَ الكُلاب، وقد كان حفيده من كرماء أهل البادية وكان يفتخر بكرمه فيقول:


إذا افتقر المُرَّار لم يُــرَ فقرُهُ ... وإن أيسر المُـرَّارُ أيسرَ صاحبُهْ!

ويقول في ذلك أيضًا:

وآليتُ لاأخفي إذا الليــل جَنَّني ... سنا النار عن ســارٍ ولا مُتنوِّرِ
فيا موقِدَيْ ناري ارفعاها لعلَّها ... تضيء لِســـارٍ آخرَ الليل مُقْتِرِ

تعليقات