- برج إيفل وغياب لمسة الجمال في معدنه!

- لا أدري أين موضع الجمال في كمية من الحديد المتراكم قِطَعًا وقُضْبانًا بعضُها فوق بعضٍ؟!!!
عن برج "إيفل المائل" أتحدث، ذاك المَواتُ الذي يجثم على صدر عاصمة الجنِّ والملائكة، فلو كان صَدَقَ القائل:
ما كان أحوجَ ذا الجَمال إلى ... عيبٍ يُوَقِّيــهِ مِن العينِ!
لكان صادقًا في "باريس"، فليس لها عيبٌ سوى هذا البرج الحائف عن نَسَق الجمال!
وقد ذكر ربُّك الحديدَ فقال: "فيه بأس شديدٌ ومنافعُ للناس"، ولم يذكر له أيَّ نسبةٍ في الجمال والإبداع، وإنما وصف المراكب والمعادن الكريمة بأنها زينةٌ؛ فقال في الأولى: "والخيلَ والبغال والحمير لتركبوها وزِينةً"، وفي الأخرى: "زُيِّن للناس حبُّ الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل..."، فلا زَيْنَ إلا الذهبُ والفضَّةُ، ولستُ أرى لكم في الحديد زَيْنًا!!
وكلُّ معدن ماثل الفضة أو الذهب فذاك اقتبس منهما ومضةً من الجمال، وكلَّما زاد الشبه زاد الحُسْنُ، وكلَّما نقص الشبه نقص الجمال، فهل ترون في الحديد شبها بالفضة أم بالذهب؟!!
وفي بعض الآثار عن السلف أو عن صاحب الرسالة أنه نهى عن خاتم الحديد، وقال: "إنه حلية أهل النار"، فوالله ليس للحديد إلا النارُ تلفَحُهُ، فلو كان له موضعٌ في الجَمال ما دخل النار، لأن الله "حرَّم النار على كل وجهٍ حَسَنٍ"!!! كما يُروَى!
وهل قَتَلَ الأبرياءَ في الطرقات إلا الحديدُ؟ حتى سمَّاه بعضُ الظرفاء: "إرهاب الطرقات"، وقد صدق لولا أن الحديد آلةُ الجهاد ودَحْضِ أعداء الله، فهذا هو البأس والمنافع التي ذكرها مُنزِل الحديد -جلَّ شأنُهُ-.

تعليقات