- أيها الأبُ! أيها الأمُّ!
لَكُمَا أعظمُ تحيَّةٍ يرفعُها إنسانٌ إلى
إنسان، وأيُّ سعادةٍ ينتشي بها المرء جين يبلُغُهُ الخبر الجميل: زوجتُكَ أنجبتْ ولدًا
!!
زوجتُكَ أنجبتْ طفلةً جميلةً تسرُّ القلبَ
وتُبهِج الروح!
زوجتُكَ أنجبتْ طفلًا وسيمًا يملأ البيتَ
روعةً وسرورًا!
هي أعظمُ هديَّةٍ مِن الله يراها الوالدان...
إنها ثمرة القلوب، وزهرة الحبِّ الذي يعيشانِهِ كلَّ يومٍ في بيت الزوجيَّة الدافئ!
وأيُّ جريمةٍ بحقِّ هذه النعمة لا تغتفر!
رزقك الله تلك الوجوهَ الباسمةَ الصغيرةَ
لأجل أن ترعاها وتوفِّر لها كلَّ ما تقدر عليه مِن أسباب النموِّ والقوَّة والراحة،
تعتني بها لتحفظ أجسادها من الأدواء، وتقدِّم لها الطعام الكافي
والشراب، وتعالجها إذا أصاب المرضُ منها شيئا، وتربِّيها على فضائل الأخلاق،
وتُنَمِّيها في درجات العلم والمعرفة، كلُّ هذا هو "بعضُ الشكر" لنعمة
الله هذه!
لكنْ؛ أبدًا ما جعل
الله نعمتَهُ تلك سببًا لطغيانك عليها، ولا أن تستضعفها لمصلحتك وهواك، حين يكون
الأولاد في مرحلة النضج والتمييز؛ فبين يديك إنسانٌ يجب عليك احترامُهُ، حرٌّ لا
يسوغ لك المَساسُ بكرامته، تعامله كالصديق ذكرًا أو أنثى، تقترح عليه الآراءَ لا
تفرضُ عليه رأيك، توجِّهُهُ إلى ما تراه الأجدى لا تُلزِمُه، هو إنسانٌ عاقلٌ يريد
أن يخوض "تجربة الحياة" بذوقه الخاص، يستفيد من تربيتك، ويكتسب مهارات
جديدة في شوارع الحياة، يخالفك الرَّأيَ أكثرَ من أن يوافقك، يُروَى عن أحد
السيِّدَيْنِ الجليلينِ عُمَرَ الفاروقِ وعليٍّ الرضى قولُهُ: "لا ترغموا أبناءكم
على أخلاقكم؛ فإنهم خُلِقوا لزمان غير زمانكم".
وصدِّقْني! إذا أعطيتَ ابنَك قيمتَهُ وكرامتَهُ؛ فسوف تسعد به وتستمتع بصحبته
خيرًا ممَّا لو جعلتَهُ عبدًا عندك، وتذكَّرْ جيِّدًا: أولادُكَ هم جزءٌ من
المجتمع، فلو أصلحتَ معيشتَهم في الروح والعقل والجسد؛ فسوف ترى آثارَ عملِكَ في
ذلك المجتمع مونِعةً بخيار الثمار، هكذا سوف ترى إذا أنعمتَ النظر في تجارب الناس
وأقوال الحكماء.
كن صديقًا لأولادك!
لا تكن سيِّدًا عليهم!
تعليقات
إرسال تعليق