مَن ذا يرسم لنا تلك الأيام التي كنا نصلي فيها وراء الشيخ الفقيه محمد بن السنوسي -رحمه الله تعالى-، وكنَّا نستعذب صوته الذي يحكي لنا إخلاص ذلك الشيخ وتفانيَهُ في خدمة كتاب الله تعالى وتعليمه للطلاب!
لن ننسى صورة ذلك الشيخ في دروس الجمعة وأمسيات رمضان الكريم!
لن ننسى أيام العيد وفرحتنا باجتماع المؤمنين حول إمامهم الذي يحضهم على البر والتقوى وحسن الجوار والإحسان إلى الناس بالكلمة الطيبة والهدية والصدقة!
لن ننسى شيوخًا عمروا "العتيق" بالصلاة وقراءة القرآن وذكر الله، شيوخٌ قد تركونا وذهبوا إلى جوار ربِّهم واستوصوا بالجامع العتيق خيرًا! رحمة الله عليهم ورضوانه!
لن ننسى أيَّ شبر من "العتيق" الذي هو جزءٌ من حياة كل عامريٍّ!
لن ننسى حلقات القرآن التي كان يعلمنا فيها بعضُ الشباب الآياتِ والسورَ من القرآن وأحاديث المصطفى عليه السلام، كنَّا صغارًا لم نتجاوز العاشرة من العمر وقد شغفنا "الجامع العتيق" حبًّا، وتعلَّقْنا بجوِّهِ الذي يورث فينا هيبةً وتعظيمًا لشعائر الصلاة!
لن ننسى تلك البساطة في البناء الذي كان مميِّزًا لجامعنا "العتيق" الحبيب، كان الجدار الخارجيُّ مبنيًّا بالحجارة القديمة، أيُّ قداسةٍ كان يُبْديها هذا الرَّبْع الشامخ! كأنه أخذ صبغةَ النور من فخامة البيت الحرام!
[العتيق: إعادة البناء]
تعليقات
إرسال تعليق