- موقفنا من المبرد.

- لم يكن كلامي عن أبي العبَّاس المبرِّد -رحمة الله عليه- مجرَّدَ خاطرة عابرة؛ وإنما هو موقف قديم اتَّخذه منه كثيرٌ من أهل العلم سواءٌ المفسِّرون أو النحويُّون وغيرهم، فممَّن انتقد المبرِّدَ عليُّ بن حمزة النحوي صاحب "التنبيهات" وأبو حيان الأندلسيُّ المفسِّر النحويُّ وغيرهما، وهذا النقد موجَّهٌ -عمومًا- إلى مدرسة البصرة التي كانت تعتمد على "القياس" بإفراط مما جعل كثيرًا من أعلامها يقعون في أخطاء فادحة جدًّا؛ ومن ذلك: الطعن في القراءات القرآنية بسبب مخالفتها لأصولهم التي وضعوها، فقد كان المازنيُّ أستاذُ المبرِّد صاحبَ السَّبْق في إنكاره لكثيرٍ من المواضع، وقلَّده المبرِّدُ في بعضها وزاد عليه كثيرًا، لكن تصدَّى علماءنا لهذه الحملة الجائرة وأكَّدوا أن ما صدر من نحاة البصرة لا يعدو أن يكون تحكيمًا لقواعدهم الظنية مقابل النقل الموثوق به من طرف حملة القرآن -رضي الله عنهم-، أتمنى لكلِّ من يدرُسُ مؤلفات البصريين في النحو أن يكون شديد الملاحظة والتدقيق والتريُّث في قبول آرائهم حتى يعرضها على ميزان اليقين العلمي، على أنَّ لكلِّ سالكٍ طريقًا... والله هو الموفق!

تعليقات