- جمعتُ لكم كمية من التراث الزاخر حول مادة "ع و د"، أتمنى أن تكون مفيدةً.
لفظة "العيد" أصلها واويٌّ لأنها مشتقَّةٌ من الفعل "عاد؛ يعود"، يقول أصحاب النظر من اللغويين: كان أصلها "عِــوْد" فقلبوا الواو ياءً لمكان الكسرة في العين، ولكنَّهم -مع ذلك- لم يُراعوا هذا الأصلَ الواويَّ في ما اشتقُّوه من لفظة "العيد"، فجمعوها على "أعياد"، ولو اتَّبعوا الأصلَ الأوَّلَ لقالوا: "أعواد" كما جمعوا "ريحًا" على "أرواح"، وكذلك قالوا لِمَن يشهد العيد: عَيَّدَ فلانٌ -وهذا ممَّا حفظتْهُ لهجتُنا العامِّيَّةُ-.
وهذا -إن دلَّ- فإنما يدلُّ على أن الأصل الثانيَ أقوى من الأوَّلِ في عملية الاشتقاق اللغوي.
وأمَّا معنى هذه اللفظة؛ فيقول ابن الأعرابيُّ: سُمِّيَ العيدُ عيدًا لأنه يعود كلَّ عامٍ بفرحٍ مجدَّدٍ، ويقول أصحاب المعاجم العربية: هو كلُّ يومٍ فيه جَمْعٌ، وقال بعضهم: سُمِّيَ كذلك لأنهم اعتادوه، وقال جماعة: ما يَعتادُ من نَوْبٍ وشَوْقٍ وهَمٍّ، وقال آخَرون: لأنه يعود عليهم، وهذا الأخير قريبٌ جدًّا من حدِّ ابن الأعرابيِّ، وهو أحد أئمة اللغة.
ومادَّة "ع و د"؛ هي إحدى الموادِّ الغنيَّة في لغتنا العربية، إذْ نجد لها ولمشتقَّاتِها كثيرًا من المعاني المختلفةِ بعضِها عن بعضٍ، فمِن تلك المعاني التي رواها أصحاب العربية:
• يقال: رَجُلٌ مُعيدٌ للأمر أي: مُطيقٌ له.
• والفرسُ المُعيد: المؤدَّبُ الذي رِيض وذُلِّلَ.
• والمُعيدُ من الرجال أيضًا: الحاذق الذي ليس بأحمقَ.
• ويقولون في فعل "تعوَّد الشيءَ": عادَه وعاوَدَه واعتادَه واستعاده -وفي كلام بعض الفصحاء: الزموا تُقى اللَّهِ واسْتَعِيدُوها؛ أَي: تَعَوَّدُوها- وأَعادَه، كلُّ ذلك بمعنًى.
• والعِيد: جَمْعٌ للفظة "عادة"، وهو جمع نادرٌ جدًّا، ومثالُهُ أيضًا: غادةٌ، جمعها: غِيدٌ، وهي المرأة الحسناء.
• والعُود -بضم العين-: هو تلك الآلة الموسيقة المعروفة، وصاحبه: عَوَّادٌ، والعُود أيضًا: هو الذي يُبخر به.
• والعَوْدُ -بفتح العين وتسكين الواو-: الإعادة، والعَوْدُ: اسمُ جمعٍ يطلق على زائري المريض، والعَوْدُ: هو المُسِنُّ من الإبل والشياه، ويُطلق في لهجتنا على الحصان خاصةً، وقد حفظ لنا التاريخ أن اسم فرس مالك بن جُشم هو "العَوْد"، وهو اسم فرس أبي بن خلف كذلك، وأيضًا العَوْد: الطريق القديم،
• والعِيد: شجرٌ جبليٌّ.
• وبنو العِيد: حيٌّ من احياء العرب.
• والفعل "عاد" يأتي بمعنى: رجع إذا كان لازمًا؛ فتقول: عاد فلان من سفره، ويأتي بمعنى: "صار" إذا طلب منصوبًا، فتقول: عاد الجوُّ باردًا، أي: صار وتحوَّل، وفي لهجتنا نطلق لفظة "عادْ" بمعنى: "إذَنْ"، فنقول: عادْ هكْذَا؟ بمعنى: إذَنْ هكذا؟ وهو خطأٌ قديمٌ نبَّه عليه أبو بكر الزبيدي الإشبيلي -رحمة الله عليه- في "لحن عوام الأندلس".
وهناك معانٍ أخرى لا يجمعها هذا المكان، وتقبل الله منا ومنكم وغفر الله لنا ولكم، وكلُّ عام وأنتم بخير.
[الصورة توضح بعض سنن وآداب العيد]
لفظة "العيد" أصلها واويٌّ لأنها مشتقَّةٌ من الفعل "عاد؛ يعود"، يقول أصحاب النظر من اللغويين: كان أصلها "عِــوْد" فقلبوا الواو ياءً لمكان الكسرة في العين، ولكنَّهم -مع ذلك- لم يُراعوا هذا الأصلَ الواويَّ في ما اشتقُّوه من لفظة "العيد"، فجمعوها على "أعياد"، ولو اتَّبعوا الأصلَ الأوَّلَ لقالوا: "أعواد" كما جمعوا "ريحًا" على "أرواح"، وكذلك قالوا لِمَن يشهد العيد: عَيَّدَ فلانٌ -وهذا ممَّا حفظتْهُ لهجتُنا العامِّيَّةُ-.
وهذا -إن دلَّ- فإنما يدلُّ على أن الأصل الثانيَ أقوى من الأوَّلِ في عملية الاشتقاق اللغوي.
وأمَّا معنى هذه اللفظة؛ فيقول ابن الأعرابيُّ: سُمِّيَ العيدُ عيدًا لأنه يعود كلَّ عامٍ بفرحٍ مجدَّدٍ، ويقول أصحاب المعاجم العربية: هو كلُّ يومٍ فيه جَمْعٌ، وقال بعضهم: سُمِّيَ كذلك لأنهم اعتادوه، وقال جماعة: ما يَعتادُ من نَوْبٍ وشَوْقٍ وهَمٍّ، وقال آخَرون: لأنه يعود عليهم، وهذا الأخير قريبٌ جدًّا من حدِّ ابن الأعرابيِّ، وهو أحد أئمة اللغة.
ومادَّة "ع و د"؛ هي إحدى الموادِّ الغنيَّة في لغتنا العربية، إذْ نجد لها ولمشتقَّاتِها كثيرًا من المعاني المختلفةِ بعضِها عن بعضٍ، فمِن تلك المعاني التي رواها أصحاب العربية:
• يقال: رَجُلٌ مُعيدٌ للأمر أي: مُطيقٌ له.
• والفرسُ المُعيد: المؤدَّبُ الذي رِيض وذُلِّلَ.
• والمُعيدُ من الرجال أيضًا: الحاذق الذي ليس بأحمقَ.
• ويقولون في فعل "تعوَّد الشيءَ": عادَه وعاوَدَه واعتادَه واستعاده -وفي كلام بعض الفصحاء: الزموا تُقى اللَّهِ واسْتَعِيدُوها؛ أَي: تَعَوَّدُوها- وأَعادَه، كلُّ ذلك بمعنًى.
• والعِيد: جَمْعٌ للفظة "عادة"، وهو جمع نادرٌ جدًّا، ومثالُهُ أيضًا: غادةٌ، جمعها: غِيدٌ، وهي المرأة الحسناء.
• والعُود -بضم العين-: هو تلك الآلة الموسيقة المعروفة، وصاحبه: عَوَّادٌ، والعُود أيضًا: هو الذي يُبخر به.
• والعَوْدُ -بفتح العين وتسكين الواو-: الإعادة، والعَوْدُ: اسمُ جمعٍ يطلق على زائري المريض، والعَوْدُ: هو المُسِنُّ من الإبل والشياه، ويُطلق في لهجتنا على الحصان خاصةً، وقد حفظ لنا التاريخ أن اسم فرس مالك بن جُشم هو "العَوْد"، وهو اسم فرس أبي بن خلف كذلك، وأيضًا العَوْد: الطريق القديم،
• والعِيد: شجرٌ جبليٌّ.
• وبنو العِيد: حيٌّ من احياء العرب.
• والفعل "عاد" يأتي بمعنى: رجع إذا كان لازمًا؛ فتقول: عاد فلان من سفره، ويأتي بمعنى: "صار" إذا طلب منصوبًا، فتقول: عاد الجوُّ باردًا، أي: صار وتحوَّل، وفي لهجتنا نطلق لفظة "عادْ" بمعنى: "إذَنْ"، فنقول: عادْ هكْذَا؟ بمعنى: إذَنْ هكذا؟ وهو خطأٌ قديمٌ نبَّه عليه أبو بكر الزبيدي الإشبيلي -رحمة الله عليه- في "لحن عوام الأندلس".
وهناك معانٍ أخرى لا يجمعها هذا المكان، وتقبل الله منا ومنكم وغفر الله لنا ولكم، وكلُّ عام وأنتم بخير.
[الصورة توضح بعض سنن وآداب العيد]
تعليقات
إرسال تعليق