- الوقف على التاء المربوطة تاءً ساكنةً.

- العربية واسعة؛ تماما كما وصفها الشاعر بأنها بحرٌ زاخرٌ مليءٌ بالصَّدَفات، وليس على أحدٍ أن ينكر شيئًا من الاستعمالات العربية - حتى وإن كانت على لسان المُحدَثين؛ حتى يعرضها على اللغات العربية الوفيرة، فإذا خالف ذلك إجماعًا ولم يجدْ له مسوِّغًا في لغات العرب؛ فعند ذلك يسوغ له أن ينكر هذا الاستعمال.
ومن بين ما يندُرُ ويجوز: الوقوفُ على حرف التأنيث الـ(ـة) بصورة التاء المفتوحة ونطقها تاءًا ساكنةً هكذا (تْ)، وذلك لوروده في القرآن الكريم والشعر العربي الفصيح، فأما القرآن فهو تلك الأسماء المؤنثة بتاء التأنيث والتي رسمها كاتب القرآن بتاء مفتوحة لا مربوطة، ومن بينها: "رحمت، نعمت، شجرت"، قال تعالى: "إن رحمت الله قريبٌ من المحسنين"، فإذا وقفتَ على كلمة "رحمت" -من هذا الموضع- وقفتَ على تاءٍ ساكنةٍ صحيحةٍ، لا على هاء كما يقول علماء القراءات.
وأمَّا من الشعر؛ فقول الرَّجَّــازِ أبي النجم العِجلي:
اللَّهُ أَنْجَاكَ بِكَفَّــــــــــي مَسْلَمَتْ ... مِــنْ بَعْدِمَا وَبَعْدِمَا وَبَعْدِمَتْ(*)
كادتْ نُفُوس القوْمِ عِندْ الغَلْصَمَتْ ... وكادَتِ الحرَّةُ أن تُدْعَى أمَتْ
وقد رسمها النحويُّون الذين رووا هذين البيتين -كما ترى- بتاءٍ مفتوحة ليخبروك بأن الراجز قد نطق بها تاءً ساكنةً.
وقد سرى هذا المنهج إلى لغة الأتراك حين أخذوا كثيرًا من الأسماء العربية المؤنثة بالتاء فنطقوا بها بالتاء الساكنة لا بالهاء، ومن ذلك أسماء: "عزَّتْ، شوكتْ، رأفتْ، نصرتْ" وغيرها.
فهذا مما يسوغ، ولكنه نادرٌ!
___________________
(*) قوله: "بعدمتْ" لها تأويلٌ عند النحاة.

تعليقات