- تُجَّار الثورة.

- أصبحتْ كلماتُ بعض المشاهير الذين يتحمَّسون لقضايا الأمة الإسلامية و"العربية" محطَّ سخرية الشباب النابهين؛ الذين لم يشبعوا من هؤلاء إلا "كلامًا" و"شعاراتٍ برَّاقةً".
حين يقول "تُجَّار الثورات العربية": إنَّ سوريا سوف تنتصر، أو إن الانقلاب في مصر سيندحر، أو إن اليمن السعيد سيتخلَّص من براثن الفتنة الداخلية، إلى غيرها من الكلمات اللامعة؛ فإنهم لا يبتغون من وراء ذلك إلا جمعَ الإعجابات وكسْبَ التعاطف الجماهيريِّ الذي ينجرُّ مع الموجة التحرُّريَّة العربية، فـ"أجيال الثورة" تحبُّ من ينصرها وينتفض لأجلها، لكنَّها في الحين ذاتِهِ ترفض "النفاق"، وتأبَى أن يتمَّ استغلال عاطفتها في "الفراغ".
التنظير الثوريُّ يجب أن يكون برنامجًا متكاملا، لا مجرَّدَ "تغريداتٍ" نُجوميَّةً جوفاءَ.
الشابُّ الذي سَخِرَ من خطابات "جمال عبد الناصر" و"هواري بومدين" أقطاب القوميَّة العربيَّة؛ قد سخر كذلك من خطابات "الأمجاد والتقدُّميَّة" التي صدَّقها ناسٌ فما رجعوا بغير "الخزي والتخلُّف"، ذلك الشابُّ هو الآنَ يسخر من "أبواق الثورات": شيوخ الفقه الذين أوغلوا في التناقض، فناصَروا الثوراتِ في بلاد غيرهم وحرَّموها في بلادهم لأنَّ سلاطينَها "حُماةُ الشريعة"!!
ويسخر مِن شخصيَّاتٍ إعلاميَّة وسياسيَّةٍ تُريد بناءَ مجدٍ وهميٍّ على حطام التضحيات الثمينة، فلا والله: هذا جيلٌ دفع أغلى الأثمان ليس لهذه السلعة الرخيصة، وإنما ليشتري هاته الجوهرة النادرة التي يقال لها: "الحُرِّيَّـة"!

تعليقات