- الأنساب والحرب ضد الصهاينة!

ليس في الإسلام تقييم على أساس الأنساب، فالناس مبدئيًّا سواسيةٌ لا فرق بين عربيهم ولا عجميهم، وليس هناك "نسبٌ شريف" في الإسلام، ولا "نسب لئيم أو دنيء"، وهذه الحقيقة راجعة إلى برهانين:
1- أحدهما طبيعي: وهو أن كل إنسان هو ابن آدم، وآدم من تراب، فلا يمكن التفرقة بين إنسان وإنسان لهذا البرهان.
2- والآخَرُ شرعي: ومرجعه ذلك البرهان الطبيعي الذي قد قبله العقل، وهذا الشرعيُّ يتمثل في النصوص القرآنية والنبوية المعروفة التي أحدهما قوله تعالى: "إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، وبيانه في قوله عليه السلام: "لا فرق بين عربي ولا عجمي إلا بالتقوى"، وهذا أوضح نص في القضية.
لذا؛ لا يصحُّ لأيِّ واحدٍ منا أن يتخذَ موقفا سلبيا من آخَرَ بسبب أنه من القبيلة الفلانية، أو الشعب الفلاني، يعني أنه لا يبغضه إلا لكونه من تلك القبيلة وذلك الشعب، فهذا أحد أركان الباطل التي وضعها النبي –عليه السلام- تحت قدمه وحرَّمها أشدَّ التحريم وسمَّاها "المنتنة"، فمن كان في قلبه ذرَّةٌ منها فليسعَ إلى الترفُّع عنها، والتوبة منها، والله يعين طالب العفو.
فلا يصحُّ –على هذا الأساس- الطعن في شعبٍ بأكمله لمجرَّد أنه "ذلك الشعب"، ولفظ "إسرائيل والإسرائيليين" ليس مسبَّةً أبدًا، لأنه يُطلَقُ على الشعب الذين هم بنو سيِّدنا نبيِّ الله إسحاقَ -عليه السلام- وهو أيضًا "إسرائيل" –عليه السلام-، وفيهم الأنبياء والصالحون والمجاهدون والعلماء وأهل الخير والكرماء والنبلاء، وعلى مرِّ التاريخ سجَّلتْ لنا الآثارُ مآثرَ هؤلاء.
وفي هذا الزمن؛ تمسَّحتْ الحركة الصهيونية اليهودية باسم هذا النبي "إسرائيل"، وسَمَّوْا كيانهم الذي يحسبونه دولة: إسرائيل، فجمعوا بين فُجُورَيْنِ: اغتصاب الأرض، واغتصاب الاسم، وهم ليسوا أصحاب شبر من تلك الأرض العزيزة، ولا أصحابَ هذا الاسم الشريف، والمؤرخون يؤكدون ان هذا الشعب ليس إلا شراذيمَ ملتقطةً من أنحاء العالم، وفيهم نسبة قليلةٌ ترجع إلى النسب الإسرائيلي، وهناك "إسرائيليون" رافضون لمشروع "دولةٍ قومية"، يعيشون في البلدان الأوروبية والعربية والأمريكية، وهناك "رجال دينٍ إسرائيليون أو متبعون للملة اليهودية" رافضون كذلك لهذا المشروع الفاجر، كما ترفض كثيرٌ من الطوائف النصرانية هذا الأمرَ.
فعداوتنا نحن مع الحركة الصهيونية، بكل أطيافها: الإسرائيلية والغربية والعربية والفارسية وغيرها، لأن الذي يجمعهم هو محاربة المسلمين واغتصاب الأرض، سواءٌ كانوا المحاربين أصحابَ السلاح ممَّن يُسمَّى "الجيش الإسرائيلي"، أو كانوا هؤلاء السكَّان المغتصِبين ممَّن يُسمَّوْنَ "مواطني دولة إسرائيل والمستوطنين"، كل هؤلاء محاربون في الحكم الإسلامي، والواقع يؤكد ذلك: حيث يعتبر القانون الصهيوني لذلك الكيان "أن ذلك الشعب كله هو جيشٌ للكيان"، والجيش المحارب للمسلمين هو "هدف مشروع للسلاح الإسلامي".

تعليقات