"القصة البصمة" أو"القصة القصيرة جدا"

- هذا أصغر شكل من الأشكال الأدبية، يتميز بأنه نصٌّ أدبيٌّ ذو حجم قصير جدا، ويتراوح بين "الشِّعْريَّة" وبين "الخاطرة"، ولا يشمل الأمثال والحكم المعروفة بين الناس، بل هو قصة مضغوطة في ألفاظ قليلة، تجعل القارئ يسرح بعيدًا في تفكيك شفراتها، وهو مستوحًى من القصيدة اليابانية الحديثة "الهايْكو" [ظهرتْ سنة 1892 على يد الشاعر الياباني: سيكو شايْكي] التي يضخُّ فيها الشاعر كثيرًا من المعاني في ألفاظ قليلة جدا وبسيطة في الظاهر، والتي كما يقول النُّقَّاد: "تمثل لحظة التنوير أو ما يسمَّى بالـ«ساتوري» لدى اليابانيين".
هذه بعض النماذج من "الهايكو" الياباني؛ ما بين عارضتين هو اسم الشاعر، والأسطر الثلاثة هي القصيدة بكاملها:
1_____ [موريتاك]
زهرةٌ سقطتْ
تصعدُ إلى غُصْنها
لا، إنها فراشة!
2_____ [أونيتسورا]
بَغتةًً،
في سماء الخريف، ها هُوَ ذا
جبل "فوجي"!
3_____ [سينَّا]
ها هو ذا الوابل!
جُنَّتِ
المراكبُ الصغيرة.
4_____ [أونيتسورا]
تغوص روحي في الماء
ثم تطفو
مع طائر الغاق.
* * *
- وهكذا؛ وقد أنتج أحد الشعراء العراقيين [هو: نيئول رسَّام] في بدايات القرن الماضي وبالتحديد سنة 1930 مجموعة شعرية من القصص القصيرة! قد يبدو الأمر غريبًا، لكنْ هكذا حين تمتزج الألوان الأدبية لتعطيَنا الإبداع والجديد في عالم الأدب، وكما نتلمَّس في "الهايكو" الذي مزيج بين السرد و"الحالة الشاعرية" التي يتمتع بها صاحب ذلك النص.
في الأخير؛ يمكن أن نتعلَّم هذا الشكل الأدبي من خلال موقع "تويتر" الذي لا يسعفك إلابـ140 حرفًا في التغريدة، وبالعربية: تأخذ كلُّ حركة أو شدَّة مكان الحرف، فلو كتبتَ:"أُحِبُّكِ" فهي 9 أحرف! بينما لو كتبت: "أحبك" فهي 4 أحرف فقط رغم أن المخاطب سوف يكون مجهولا!!!
حَظًّا ممتعًا..

تعليقات