- فلنترك النفاق بكل أشكاله!!!

- متى نتعلَّم؟
أنَّنا لسنا أنبياءَ؛ حتى لا ننصدم بأخطائنا وهفواتنا.
أنَّنا بشرٌ؛ حتى يكون مقتضى طبيعتنا البشريَّة أن نفعل كما يفعل البشر.
أنَّنا عقلاءُ؛ حتى لا نهزأ من الآخرين إذا خالفونا.
أنَّنا نحتوي على جوانبَ مظلمةٍ؛ حتى لا نشمئزَّ مِن ذمِّ الآخرين لنا.
أنَّنا مهما تعلَّمْنا فما زال ينقصنا أكثرُ ممَّا عندنا من علم.
أَّن لدينا جوانبَ منيرةً هي "الأدب الإنسانيُّ" الذي أرقى ما يكون حين يكون "أدبًا إسلاميًّا"، إذا وظَّفْنا ذلك سعِدْنا وأسعَدْنا.
كلاَّ!
قد تعلَّمْنا ذلك وحفظْناه واستظهرْناه وجادلْنا به حتى انتفختْ أوداجُنا، ولكنْ: نحن نخادع أنفسنا ونخادع غيرَنا عندما ننقض ذلك ونتصرَّفُ بخلافه تمامًا.
نحن نتراوح بين التنظير والتنظير، ونترك العمل بما نحفظُهُ مِن حِكَمٍ ومقولاتٍ فلسفيَّةً وأمثالٍ؛ فضلاً عن تلك الآيات الكريمات والأحاديث الشريفات، فحين نزهو بإحدى اللافتات التي مكتوبٌ عليها "حرِّيَّـةُ التعبير" فإننا لن نعبِّرَ بحرِّيَّة، بل بنفاقٍ مغلَّفٍ بصورة لمَّاعة جذَّابة!
وحين نحمل لافتة "قبول الرأي الآخر"؛ فإنَّنا نحمل سلاحًا ناريًّا حارقًا نُلجِمُ به أفواه من يعترض على مذهبنا، نحن صورةٌ مصغَّرةٌ عن طواغيتنا، فلا نُحَمِّـلْـهم كلَّ الوزر، إنَّ أوزارَنا تفوقُ أوزارَهم! لأنهم لم ينافقونا، بينما ينافقُ بعضُنا بعضًا في رائعة النهار!
* رسالةٌ من مغارة "فِرِندَةَ حيث كتب ابن خلدون مفدِّمتَهُ" إلى النخب المثقَّفة!!!

تعليقات