-
قال أبو عبد الله الحاكمُ النيسابوريُّ في مستدركه برقم (2726):
"حدثنا علي
بن عيسى بن إبراهيم، ثنا الحسين بن محمد بن زياد، ثنا أبو السائب سَلْمُ بن جنادة،
ثنا أبو أسامة، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تزوجوا النساء؛ فإنهنَّ يأتينكم بالمال)".
قال -رحمه الله-:
"هذا حديث
صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه لتفرد سالم بن جنادة بسنده ، وسالم ثقة مأمون".
قلتُ:
هذا الإسنادُ مسلسلٌ
بالثقات؛ فأبو أسامة هو شيخ الكوفة في الحديث حمَّادُ بنُ أسامة القُرشيُّ الإمام الثقة
المتَّفق على صحَّة حديثه، وأبو السائب قال فيه أبو حاتم الرازيُّ: شيخٌ صدوقٌ، وحسبُك
بهذه الكلمة من أبي حاتم! وقال فيه مَسْلَمَةُ بنُ القاسم الأندلسيُّ: كثير الحديث
ثقةٌ، وزعم أبو أحمد الحاكم أنه يخالف في بعض حديثه، وتابعه ابن حجر، غير أنَّ أبا
بكر البُرقانيَّ قال: ثقةٌ حجَّةٌ لا يُشَكُّ فيه، وعلى أيِّ حالٍ فنحن نعلم أن
"أيَّ ثقةٍ قد خالفَ في حديثه"، فليس هناك دليلٌ على ضَعف أبي السائب، وقد
قال الحاكم أبو عبد الله فيه: إنه ثقة مأمونٌ.
وممَّا يوضِّح
صحَّةَ هذا المعنى؛ ما رواه أبو جعفر ابن جرير الطبريُّ في تفسيره فقد قال:
"حدثني عليّ،
قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: (وَأَنْكِحُوا الأيَامَى
مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ) قال: أمر الله سبحانه بالنكاح،
ورغَّبهم فيه، وأمرهم أن يزوّجوا أحرارهم وعبيدهم، ووعدهم في ذلك الغنى، فقال: (إِنْ
يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ).
قلتُ: وهذا الإسناد
إن شاء الله صحيحٌ، عبد الله هو ابن صالح المصري ومعاوية هو ابن صالح الأندلسيُّ -قاضي
الجماعة بقرطبة- وعليُّ هو ابن أبي طلحة، وهذا إسناد مشهور عند أهل العلم ومعروف خلافهم
فيه.
ونصيحتي إلى من
لم يتزوَّجْ أن يتأكَّدَ من صحة الحديث عند أهل العلم قبل أن يتورَّطَ ويقول: ورَّطنا
هذا الفتى الظاهريُّ!!
للفائدة: فالشيخ
الألبانيُّ -رحمه الله- قد ضعَّف هذه الأحاديث بالجملة! وقلَّدهُ كثيرٌ من طلبة العلم!!
تعليقات
إرسال تعليق