- سرقات العلم

- قال دريد بن الصمَّة:
وكيف تريد أن تُدعَى حكيمًا ... وأنت لكلِّ ما تهوى تَبوعُ!
وقال أبو العتاهية:
وكيف تريد أن تُدعَى حكيمًا ... وأنت لكلِّ ما تهوى رَكوبُ!
_________


"نسخ - لصق" يا أبا العتاهية؟


- لا شكَّ أنَّ هذا تضمين من أبي العتاهية لا غير، وليس كسرقات المتنبي الواضحة ولا سرقات جلال الدين السيوطي بعضَ إنتاج أبي الفضل ابن حجر العسقلاني، لكن الغرابة أن تجد المعاصرين يسرقون آلاف الكلمات وعشرات الصفحات في ميادين الشريعة والأدب وينسبونها لأنفسهم كسبًا للمال وتشهيرا لما هم منه براء، وقد ورد ذمُّ هذا الأمر نصًّا في كتاب الله تعالى فقال سبحانه "لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ".
ولا شكَّ أنَّ كثيرًا منكم تعرَّف على سرقات "أبي فلان" وأصحابه لكتب التراث، ولا شكَّ أنكم تعرفون ماذا يحدث في الرسائل الجامعية من سطو مسلَّح على إنتاجات الآخرين العلمية، ولا شكَّ -أيضا- أن هذه الظاهرة التي تندرج ضمن "الآفات الاجتماعية عالية المستوى"؛ ساريةٌ في مجال الدراسات الشرعية أكثر من غيرها، وهذا ما يندى له جبين التاريخ والعلم، إذ كيف يكون أطهر العلوم مبتلًى بأحطِّ الشخصيَّات؟!!!
رحمك الله أبا العتاهية! أنا أمازحك فقط، وليتنا وليت أهل العلم ينتفعون بزهديَّاتكَ!

تعليقات