- حرية النقد

- لا تجعل حرِّيَّتك تطمس حقوق الآخرين! ولا تجعلها تخدش في كرامتك!
بات كثيرٌ من الناس الذين يستطيعون الكلام في المنتديات والصحف ومواقع التواصل الاجتماعي وغيرها؛ ينتقدون غيرهم بطرق ساخرة وغير مفيدة، بحيث يتكلمون عن كل ما يخصُّ ذلك الآخَر مما لا علاقة له بموضوع النقد البنَّاء أو الردِّ العلميِّ أو الاعتراض السياسيِّ، خذ مثلا: أنهم يطعنون في خصمهم بأنه تزوج فتاةً بكرًا وهو شيخٌ فانٍ!!
أو أنَّهُ لا يعيش في بلاده وأنه فضَّل الحياة الأوروبية !!
أو أنَّ أبناءَهُ يدرسون في الجامعات الأمريكية !!
أو يطعنون فيه بأنه تزوج 4 نساء !!
أو أنه لا يأكل بيده ويفضِّل الشوكة والملعقة !!
أو أنه يضحك كثيرًا في محاضراته !!
إلى غيرها من الأمور التي تخصُّ الإنسان في حياته الشخصية التي لا يصحُّ لأحدٍ التعدِّي عليه فيها، ولا يقبلون له أيَّ عذرٍ - في حالة ما لو فرضْنا أنه يسوغ لهم نقدُهُ في تلك الجزئيَّات.
في الحقيقة؛ أصبح النقد يمسُّ جوانبَ صغيرةً؛ وهو ما مِن شأنه أن يدلَّ على صَغارٍ في نفوس أصحابه، ويغيبون تمامًا عن جوهر الخلاف بينهم وبين خصومهم، والنفسية الضعيفة هي التي تشغل صاحبَها بالتُّرَّهات عن المُهِمَّات ليحسب أنه صنع إنجازًا ذا بال!
ومن ذلك؛ انتقاد طلاب العلم: بعضِهم بعضًا في الشكليَّات وبعض الأخطاء اللغوية التي يمكن التسامح فيها، وتهويلهم تلك الأخطاء حتى كأنَّ الخصم قد أتى كبيرةً من الكبائر!!
وبكلِّ الأحوال؛ يتمُّ إخراج الخصم من دائرة [المقبولين] ليس لشيء إلا أنه لم يستجبْ لتفاهاتهم تلك، وهذا شائع في المتخاصمين في السياسة والعلم الشرعي!!
فَـوَا أَسَـفَـاهْ !

تعليقات