-
مقلِّدة ابن تيمية وهم: الوهَّابيُّون بطوائفهم التي لا تنتهي،
والتكفيريُّون الذين يقفزون على الوحي ويقدِّمون نصوص الوعيد على نصوص
الرحمة، وهم: خوارج إذا كانوا يكفِّرون بالمعصية ... هؤلاء قد اشتدَّ ضررهم
على أمة الإسلام، وهاجوا وماجوا ولم يضبطوا أنفسهم لا بأدبٍ ولا بعلمٍ،
وهم الوارث الشرعيُّ لقدماء الحنابلة الذين صدَّعوا رؤوس الفقهاء وكان
مشروعهم الأول هو: امتحان الناس وتقسيمهم إلى طوائف، هذا المشروع
حنبليٌّ بامتياز!! وكلُّ من شارك فيه فإما هو حنبليٌّ أو متأثر بالحنبلية،
والذي عليه المحققون من أهل العلم أن أحمد بن حنبل ليس من أهل الفقه،
بمعنى: أنه الرواية غلبتْ عليه وأن استنباطه ضعيفٌ بالمقارنة مع المدارس
الفقهية التي لها الصدارة وهي: مدرسة أهل الظاهر، ومدرسة أهل الرأي، ومدرسة
أهل الحديث، ولا شكَّ أن مثل ابن خزيمة والبخاري والترمذي هم من مدرسة أهل
الحديث التي تضبط ممارسات التفقه، وهي وسطٌ بين الظاهرية وبين المذاهب
الثلاثة، وابن جرير وابن حبان وبقيُّ بن مخلد ونحوهم هم من مدرسة أهل
الحديث، فأما أحمد بن حنبل فقد كانت تروى له في المسألة أقوال كثيرٌ ليس
لها ضابط، ويتأولها مقلِّدوه بأنها مثل تراجعات الشافعي بين بغداد ومصر،
علمًا أنه يُروَى لمالكٍ وأبي حنيفة المسائل ذوات العدد يختلف قولهما فيها،
ولكن لكلِّ منهما منهجًا واضحًا، قلَّما يخرجان عنه، فالعمل عند مالك أصلٌ
لا يكاد يفارقه، وأحمد: فقد أبطل القياس وأثبته!! ولذا كانت أصول الفقه
عند الحنبلية ضعيفة، فكم انتقد المحققون "روضة الناظر" لابن قدامة!
وهذا الاستطراد في المسار العلمي للحنبلية لا يُنسِيني موضوع المنهج الفكري الذي سار عليه غالبهم، وكان أبو الفرج ابن الجوزي -على تأثِّرِهِ الواضح بأحمد- قد عانى من ظلم الحنابلة له، وأصبحوا يقيسون عدالة الرجل بمدى موافقته لأحمد في المعتقد، والتراجم غاصَّةٌ بهذا، فالتيميُّون ورثة الحنابلة، والوهابية أفضل من يمثِّل هذا المنهج الباطل!
أتمنى أن يكون مقالي هذا لا يمسُّ بالمحبة التي نحملها في قلوبنا لكل علماء المسلمين من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار!! فأنا لا أفرِّقُ بين معتزليٍّ أو زيديٍّ أو أشعريٍّ أو أثريٍّ أو ظاهريٍّ أو صوفيٍّ، فلو اتَّسعت قلوبنا لأمسكْنا بوحدة الأمة، ولكنَّا ضيَّعْناها، فقط يجب أن أقول: علينا قبول كل المناهج ما دام أصحابها يبادلونا القبول، فأما من يرفضوننا فهم يرفضون قبولنا لهم، يعني المشكلة صادرةٌ منهم لا منَّـا، وهذا ينبغي أن نفهمَهُ جيِّدًا حتى لا نظلم أحدًا.
وهذا الاستطراد في المسار العلمي للحنبلية لا يُنسِيني موضوع المنهج الفكري الذي سار عليه غالبهم، وكان أبو الفرج ابن الجوزي -على تأثِّرِهِ الواضح بأحمد- قد عانى من ظلم الحنابلة له، وأصبحوا يقيسون عدالة الرجل بمدى موافقته لأحمد في المعتقد، والتراجم غاصَّةٌ بهذا، فالتيميُّون ورثة الحنابلة، والوهابية أفضل من يمثِّل هذا المنهج الباطل!
أتمنى أن يكون مقالي هذا لا يمسُّ بالمحبة التي نحملها في قلوبنا لكل علماء المسلمين من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار!! فأنا لا أفرِّقُ بين معتزليٍّ أو زيديٍّ أو أشعريٍّ أو أثريٍّ أو ظاهريٍّ أو صوفيٍّ، فلو اتَّسعت قلوبنا لأمسكْنا بوحدة الأمة، ولكنَّا ضيَّعْناها، فقط يجب أن أقول: علينا قبول كل المناهج ما دام أصحابها يبادلونا القبول، فأما من يرفضوننا فهم يرفضون قبولنا لهم، يعني المشكلة صادرةٌ منهم لا منَّـا، وهذا ينبغي أن نفهمَهُ جيِّدًا حتى لا نظلم أحدًا.
تعليقات
إرسال تعليق