- النساء والغناء من كلام الجاحظ

- النساء والغناء:
قال أبو عثمان الجاحظ:
"فلم يزل الرجال يتحدثون مع النساء في الجاهلية والإسلام حتى ضرب الحجاب على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم خاصة"
"ثم كانت الشرائف من النساء يقعدن للحديث ولم يكن النظر من بعضهم إلى بعض عارا في الجاهلية ولا حراما في الإسلام"
ثم سرد كثيرا من القصص عن رؤساء الجاهلية وعلماء الإسلام من الصحابة فمن بعدهم أنهم لم يكونوا يرون ذلك إثما ولا عيبا.
"ثم لم يزل للملوك والأشراف إماءٌ يختلفن في الحوائج ويدخلن في الدواوين ونساءٌ يجلسن للناس مثل خالصة جارية الخيزران وعتبة جارية ريطة بنت أبي العباس.."
"والدليل على أن النظر إلى النساء كلهن ليس بحرام؛ أن المرأة المُعنَّسة تبرز للرجال فلا تحتشم من ذلك، فلو كان حراما وهي شابة لم يحل إذا عنست ولكنه أمر أفرط فيه المتعدُّون حدَّ الغيرة إلى سوء الخلق وضيق العطن فصار عندهم كالحق الواجب"
ثم تكلم في الغناء فقال:
"ولا نرى بالغناء بأسا إذا كان أصله شعرًا مكسوًّا نَغَمًا، فما كان منه صدقًا فحسن وما كان كذبا فقبيح، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن من الشعر لحكمة، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: الشعر كلام؛ فحسنه حسن وقبيحه قبيح"
"فإذا وجب أن الكلام غير محرم فإن وزنه وتقفيتَهُ لا يوجبان تحريما لعلة من العلل، وإن الترجيع له أيضا لا يخرج إلى الحرام، وإن وزن الشعر من وزن الغناء، وكتاب العروض من كتاب الموسيقى، وهو من كتاب حدِّ النفوس، تحدُّهُ الألسن بحدٍّ مُقنِعٍ، وقد يعرف بالهاجن كما يعرف بالإحصاء والوزن، فلا وجه لتحريمه ولا أصل لذلك في كتاب الله تعالى ولا سنة نبيه –عليه السلام- فإن كان إنما يحرمه لأنه يلهي عن ذكر الله تعالى؛ فقد نجد كثيرا من الأحاديث والمطاعم والمشارب والنظر إلى الجنان والرياحين واقتناص الصيد وسائر اللذات تصدُّ وتلهي عن ذكر الله تعالى"
"ولو سلم من اللهو عن ذكر الله أحدٌ لسلم الأنبياء عليهم السلام"
(من رسالة: القيان ص114-124)

تعليقات