- في الكتابة

- هناك من طلاب العلم من يفتقدون آلية الكتابة، بالرغم مما لهم من علوم جمَّة وتحصيل يفوق كثيرًا من معاشر الكتَّاب، ويمكن استدراك هذا النقص بطريقة جميلة وتحصيلية أيضًا يعني: يمكنك أن تستفيد من هذه الطريقة علمًا وتمتلك قدرة على الكتابة بأسلوب يروق للناس:
طيب؛ عليك أن تقرأ صنفين من التآليف:
1- كتب أمثال الجاحظ وابن قتيبة، وهي كتب لغوية أدبية، يتمتع أصحابها بفصاحة عربية كالسليقية، دون تكلُّفِ سجع ولا صنعة مقرفة، بل يكتبون على البديهة، فهؤلاء تستفيد منهم رصيدا لغويًّا لا قِبَل لك به!
2- كتب أمثال ابن عبد البر والأندلسيين، لأن لغتهم معروفة لدى الباحثين والمجرَّبين بالسلاسة والدقة والفصاحة، وذلك يرجع إلى طريقة تعليمهم الأساسية؛ حيث كان أهل الأندلس قديمًا يدرُسُون اللغة العربية في الخطوات الأولى من مراحل التعليم، ليكون لهم قوة وبراعة في فهم كلام الله والرسول الأكرم -عليه السلام-، وليكتبوا علومهم ويوثقوها بلغة سليمة، تجربتي مع ابن عبد البر -رحمه الله- غزيرة الفائدة جدًّا، فهو يعرض خلاف العلماء وشرح الأحاديث والآثار بأسلوب أديبٍ بارع لا نظيرَ له! والطالب يغرف منه فقهًا ولغةً في الوقت نفسه.
أتمنَّى أن تكون هذه التلميحة مفتاح خيرٍ لمن يرى في نفسه ضَعْفًا في الكتابة، ولا يفوتني أن أنبه إلى أن كتابة 10 أسطر يوميًّا في أي موضوع -حتى وإن كان تلخيصًا أو تكرارًا- فأنَّ ذلك يساعدك على ترقية أسلوبك الكتابيِّ.
بالتوفيق!

تعليقات