- مصطلح العشق الإلهي

- كثيرا ما نسمع مصطلح (العشق الإلهي والمحمدي) عند الصوفية وأرباب الذوق، فالمنتصرون له: قد يفسرونه بدرجة من درجات الحب والفناء في الذات الإلهية، حيث يفنى الاختيار الإنساني أمام محابِّ الربِّ سبحانه، وكأنْ: لا إنسانَ!
ومن يرفض المصطلح؛ ينطلق من أنه لفظةٌ لا تطلق في العربية إلا على (الحبِّ الشهواني) -حلالا كان أم حراما-، وقد يمنعونه لأنه (مصطلح صوفيٌّ) وأنا لا أعترف بالرد بـ(مفهوم اللقب) -كهذا-، ولكن أسجل شيئًا صغيرا ولافتا للانتباه:
فقد يكون لفظ (العشق الصوفي) نابعًا من مصدر لغويٍّ تركيٍّ!!! فكلمة "الحب" في التركية هي "aşk " وتنطق "آشْكْ" -بالتفخيم-، وهي مأخوذة من اللفظ العربي: العشق -دون خلاف-، لكنَّ هذا النقل خطأ، أو قلً: قصورٌ معرفيٌّ بمصدر النقل، لأن العشق في العربية -كما سبق- مختص بأحد أنواع الحب، كحبِّ الزوجة والصديقة والجارية، حبًّا فيه معنى التلذذ بالمحبوب، ولا يمكن إطلاقه -في لغتنا- على من أحبَّ ابنه أو صديقه، ومن أطلقه فقد لحن بالإجماع!
أما في التركيَّة؛ فالعشق هو الحبُّ بكل أنواعه، ولا يقصدون به ما نقصد بهذا اللفظ في عربيَّتنا، بل يشمله ويشمل غيره.
أضيف؛ أنَّ الصوفية الأتراك أصحاب مدرسة عريقة في التصوف، أثَّرتْ وأثْرت العالم الإسلامي بإنتاج بقيَ صداه يتردد إلى الآن، وهذا هو ما جلعني أربط بين أجزاء القضية، ولكنْ لا أدَّعي الجزمَ بهذا الرأي، مع أنه يتردد في ذهني منذ مدةٍ طويلةٍ..

تعليقات