- ابن السِّيد البطليوسي وكيف نخاطب النساء في المكاتبة؟!

- قال أبو محمدٍ ابنُ السِّـيــدِ البطليوسي الأندلسي رحمه الله:
"وللنساء مراتب في مخاطبتهن، ينبغي للكاتب أن يعرفها، فمن ذلك: أنه لا ينبغي للكاتب أن يدعو لهن بالكرامة ولا بالسعادة، لأن كرامة المرأة وسعادتها موتُـها عندهنَّ، ولا يقال لواحدة منهن: أتمَّ الله نعمه عليكِ، لأنهن يُنكرن أن يكون شيءٌ عليهنَّ، ولا يقال: جعلني الله فداءك، ولا قدَّمي للموت قبلكِ، لأن هذا يجري مجرى المغازلة، ولا يقال لواحدة منهن: بلَّغني الله أملي فيكِ، لاستقباحهنَّ أن يكون شيءٌ فيهنَّ.
وبالجملة؛ فينبغي للكاتب إليهنَّ أن يتجنب كل لفظة يقع فيها اشتراك، ويمكن أن تُتأوَّل على ما يقبح، فإن ذلك يُعَدُّ من حِذْقْهْ ونُبْلِهِ".
(الاقتضاب في شرح أدب الكُتَّاب، 1/ 105)
قلتُ:
رحمك الله يا أبا محمد، أعلى غير هشيم عصري تحكي؟! بلى، فقد كانت نسوة الأندلس جديراتٍ برعاية هذه الآداب معهن، لما لهن من الشرف وسبقهنَّ في مضمار العلم والأدب كثيرًا من ذوي اللحى!

تعليقات