- مَن أنعم النظر في كتب الأندلسيين قبل القرن السادس كان قَمِنًا أن يكون لسانه فصيحا، وكتابتُهُ مستساغةً عند الناس!
ولهذا فالحضارة الأندلسية عربيةٌ في مجملها، والإرث العلميُّ والأدبيُّ
الأندلسيُّ نظير الإرث الأُمويِّ، وعلى طالب العلم ألاَّ يبخل نفسه عن
الانتفاع به، وعناية الأندلسيين بكتاب سيبويه وكتب ابن قتيبة تدلُّ على ما
زعمتُ، وكان المحدِّثون الأندلسيون عامَّتُهم من أهل اللغة.
فقاسم بن
أصبغ البيَّاني القرطبيُّ (340هـ) وهو أحد أعلام الحديث هنالك قد كان
راويةً لكُتُب ابن قتيبة اللغوية، فهو أحد تلاميذه، وكان جُلُّ الغويين
الأندلسيين بعده يعوجون عليه في رواية الأشعار ومعاني الألفاظ.
وقبله
أبو عبد الله محمد بن عبد السلام الخشنيُّ -وهو قرطبيٌّ كذلك- من شيوخ
الحديث؛ كان "فصيح اللسان" -كما يشهد أبو الوليد ابن الفرضيِّ- وكان راويةً
لكتب شيخه أبي الفضل الرِّيَاشيِّ، وتلاميذ الأصمعيِّ، فبهداهم -يا طالب
العلم- اقتدِهْ!
تعليقات
إرسال تعليق