-إعدام العقل العربي

- قال لي أحدهم:
ما لك وللبرادعي ولفلان وفلان؟ أنت لستَ في مستواهم حتى تتكلم عنهم، وأنت لا تفهم في السياسة شيئا حتى تكتب في هذه المواضيع!!
____________________

قلتُ: هذا الإعدام (بمعنى: جَعْلِ الشيء معدومًا، ورياضيًّا = 0) هو العقلية التي تربَّت عليها النفوس العربية في ظل حكم الاستبداد، بحيث وصلوا بالمواطن أن يعتبر نفسه لا يساوي شيئا، رغم أن الله تعالى أكرمه بالعقل وبالإسلام وبكونه آدميًّا أصلاً، فأصبح الإنسان العربيُّ كمثل الخلية في جسد ميت، لا إرادة له ولا حياة، وهذا هو الغرض (النبيل) الذي تسعى إليه الديكتاتوريات الحديثة.
حقيقةً؛ أنا لا أفهم في السياسة، ولا أعرف التكلُّم بلغة الساسة، ولله الحمد والمنَّة، فهي وليدة الكذب والنفاق، ولا يفخر أحدٌ بصحبتها أبدا، غير أن المسلم –لأجل إيمانه وإنسانيته وعقله- يجب عليه أن يقف موقفًا رجوليًّا تجاه الأزمات الكبرى، فإن استطاع أن يعمل شيئا ليُغيِّر واقعا مريرًا فليفعل، وإلاَّ فلينطلق بلسانه الحرِّ ليعبِّر عن إحقاق الحق وإبطال الباطل، فإن لم يستطع هذا ولا هذا، فكل العجائز والأمِّيِّينَ والمَعُوقين في العالم أجمعَ يستنكرون ما يرونه منكرا، ويستملحون ما يرونه معروفا، بقلوبهم على الأقلِّ، فهذا المانع يمنعني أن أتصرَّف بحرِّيَّــة، وأن أكون مثل عجائز نيسابور أوحضرموت ... رغم مقدرتي على ذلك ومحبَّتي فيها.
ومادام أنَّنا نلتقي بشخصيَّاتٍ كهذا؛ فلن نبلغ الحضارة إلا حين تعمُّ الثقافة الراقية، والعقلية الحازمة الواعية، كما كان سلفنا الصالح –رحمة الله عليهم-، وإلا فالركود سيطر علينا وغلب.
وللأسف!!!

تعليقات