- أحدوثة ... في تأريخ أحداث عام (1437هـ) !!

- "واستهلَّ عامُ سبع وثلاثين وأربعمئة وألف (1437هـ) وقيصر روسيا بدأ في الزحف على بلاد الشام في حِلْفٍ عظيمٍ تُسْنِدُهُ دولةُ المجوس وقد جمعتْ له أوباشَ الدنيا من العراق وبلاد الأفغان وكلِّ المرتزقة الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، هذا وهم يُظهِرون العداوةَ للحملة الصليبيَّة على بلاد العراق والشام، ولكنَّهم ضربوا بسهم واحد في صدر الأمة الزهراء، وللمسلمين أمراءُ من العرب والترك والشيشان والبلوش متفرِّقون وضِعافٌ لا يكادون يجتمعون على رأيٍ، ولكنَّهم أظهروا من الصمود والجَلَد ما أغاظ الأعداءَ في أصقاع الدنيا، وكانت لهم دويلاتٌ يظهر منها العجب وتُوعِدُهُمْ بالكذب، فكان مجلس شورى القيروان يتشاورون في تسعير الخمور فإذا سُمِع صوتُ الأذان طلبتْ منهم سيدة المجلس القيام لصلاة المغرب، وكان في الجزائر حاكمٌ عجوزٌ لا يكاد يرفع يده ليأكل لقمةً يحكُمُ في أقوامٍ لا يحصرهم عدد، وفي مصرَ كان ابنُ اليهوديَّة الذي لا يجمع كلمةً مع أختِها قد جمع له شيوخ الفقه حتى قال أحدهم: (إن عبد الفتاح السيسي من رسل الله، وما يعلم جنودَ ربك إلا هو!)، وبين مصر والمغرب كانت أقوامٌ هائجة مائجة لا تفهم شيئًا وتَتَبَرْبَرُ على بعضها ويثور بعضهم على بعضٍ، وفي جزيرة العرب التحق الكرام بالجبال والفلواتِ وبقي على عروشهم أغمار ذوو أعمار، فلم يجد الناس من ملجإ إلا سلطانَ بلاد الأناضول...".
_________________
"مرآة الزمان في تأريخ العُربان" لابن ضَبْعُونَ الموزمبيقي.

تعليقات