- وضع النقاط على الحروف: بين الدولة والفصائل (1).


انتصاراتٌ واسعةٌ لدولة البغدادي في كلٍّ من العراق وسوريا، وانتصارات واسعة لجبهة النصرة والفصائل المتحالفة معها في مناطق كثيرة في سوريا، إلا أنه من غير المقبول في الشريعة الإسلامية أن يشنَّ البغاددةُ هجومًا فكريًّا على جبهة النصرة وقيادات القاعدة ويصفونهم بـ"عملاء أمريكا" و"الصحوات"، ويصل الأمر في بعض الأحيان أن يحكموا عليهم بالردَّة، هذا من أبطل الباطل، ومن أبطل الباطل أيضًا: أن تتفرَّدَ دولةُ البغدادي بشرف الجهاد، وتصفَ قتالَ باقي الفصائل ضد الجيوش العميلة بأنه خارج إطار الجهاد الإسلامي، وإذا انتكست الدولة فليس ذلك سوى نتيجةٍ لهذه الأحكام الجائرة ضد المجاهدين، وهي أحكامٌ مبنيَّةٌ -لا على علمٍ- وإنما على المنهج الإقصائي الحنبلي -المعروف تاريخيًّا بذلك من زمن أحمد بن حنبل رحمه الله-، ودومًا أقول وأعتقد: أنَّه ليس هناك في حدود الدولة البغدادية من فقيهٍ يحكم بالعلم، وليس هناك قاضٍ يحكم بالعلم، وإنما هناك عشرات أو مئات طلاب علمٍ على المذهب الحنبلي أقصى ما يمكنهم الوصول إليه -إلى حد الآن- هو تقليد ابن تيمية أو ابن عبد الوهاب أو ابن باز والألباني -رحمة الله عليهم جميعًا-، وهذا أمرٌ يجب عليهم الاعترافُ به وإصلاحه، أما المكابرة والمغالطة فلا تنفع أحدًا أبدًا !!

تعليقات