- التشيُّع وخدعة التشيُّع.

بدأ الانقسام في أمتنا منذ وفاة سيدنا رسول الله -عليه السلام-، ثمَّ التأم على يدي الخليفتين أبي بكر الصديق وعمر الفاروق -رضوان الله عليهما-، لما وهبهُما الله من محبة الناس والهيبة في صدور المخالفين، وكانا على قدر عظيم من رجاحة العقل والحسم في النزاع.
ثم دبَّ الخلاف مرةً أخرى لمَّا استُخلِفَ ذو النورين عثمانُ والرضى عليٌّ -رحمهما الله-، وزاغ عليهما طوائف من العرب والعجم، ودخل المنافقون على وتر المحبة لآل البيت، والمحبُّ قريبٌ ولو كان خبيثًا، وقلَّ الحسم في المعضلات، وتمسَّك المنافقون وتحمَّسوا في التظاهر بحبِّ هذا البيت الهاشمي، وأظهروا الصلاح والتباكيَ على حقٍّ سياسيٍّ دثَّروه بالعواطف، وظهر التيَّار الذي يصنِّف الناس إلى رجلٍ يحبُّ آل البيت فهو من شيعة الحق، ورجل لا يحبُّهم فهو الضال الذي لم يتشرَّبْ دين الحقِّ، فكان المتشيِّعون لآل البيت هم أوَّل الطوائف إعلانًا بالتكفير، وحكموا على كلِّ مَن ليس منهم أنه ليس من الإسلام!
وطارفَهُمْ قومٌ نصبوا العداوةَ لمَّا رأوا من حيف هؤلاء، فكان "الشيعةُ" جرثومةَ الضلال، والخنجر الذي أصاب الأمة الإسلامية في مقتل، ذلك أنهم استطاعوا تفريق الشمل بين الإخوة ونجحوا فيه لأنهم دغدغوا العاطفة، ولم يكن مذهبهم مبنيًّا على دليل ولا شبه دليل أبدا، وإنما كانوا مخنَّثين لهم عقليَّات النساء والضرائر، فأوغلوا في تحريك العواطف، فاستجاب لهم من لا علم عنده من عامة المسلمين، وبعض الأعيان ممن لم يدركوا مآلات الحركة!
ثم كانت لهؤلاء الشيعة -الذين سُمُّوا بالرافضة فيما بعدُ- صولات وجولات كلَّما سنحت لهم فرصة الاستقواء بالسلاح، ووجدوا في الخونة حاضنةً "شعبيةً"، وأسقطوا الدول الإسلامية في محطَّاتٍ يعرفها كل من مرَّ على كُتُب التاريخ الإسلامي والعربي في المشرق والمغرب.
لذا؛ فمَنْ لا يقرأ التاريخ الطويل لهذا المسخ الشيعيِّ ليس له أن يبنيَ أحكامًا سطحيَّةً استقاها من بهرج كلامهم، إنه سيخسر وقتَهُ فيما لا طائل تحته، وليسأل المُجرَّبين الذين خاضوا "محاولات التقريب" بين الإسلام والتشيُّع، وهم -لا شكَّ- أعلم منه في كل شيء، أقول هذا لكلِّ شابٍّ إن كان لم يقرإ التاريخ فهو لا يعيش في عصرنا هذا الذي بدأ المدُّ الشيعيُّ فيه بتدمير كل شيء أمامه، أقول لهذا الشاب المغرور: ألا ترى ما يحدث في سوريا والعراق ولبنان واليمن؟
إن لم تكن ترى فوالله لا تتكلمْ، فإن من شروط الاجتهاد "العلمَ بالنازلة"، وأنت في كوكبٍ آخَرَ بعدٍ جدًّا عن الجَرَّة والمَجَرَّة!!!

تعليقات