- السفهاء والعشق.

كان سفيهٌ عرفتُهُ منذ زمنٍ قد بقي فيه شيءٌ من العقل وضيَّع سائرَهُ، ومما بقي منه أنه ابتُليَ -كالعقلاء!!- بحبِّ الأوانس، وممَّا ضيَّعه من العقل أنه لا يعرف كيف يُعبِّر عمَّا يختلج نفسه منه، فكان من خبره بعدما صدَّعهُ حبُّ فلانةَ وأرَّقه أنَّ حبيبته قد زوَّجها أهلها لأحد الشُّبَّان، وأنَّ موكب العُرس يمرُّ من الشارع الفلاني... لم يتوانَ صاحبنا في أن يلحق بالموكب ويعترض سيارة العروس ويصرخ بأعلى صوته: "الطاااااااوس، تروحي وتْخلِّيني"!! وكان اسم هذه الحبيبة "الطاوس"!!!
ومن خبره أنه قبل ذلك اعترك مع نفسه حين أراد أن يرى حبيبته في منزل أبيها، فلما ذهب إلى البيت وطرق الباب خرجتْ إليه هي بنفسها فكاد يُصدم من هول الموقف، فأغمي على المسكين وسقط أرضًا مغشيًّا عليه حتى حمله الجيران...
ومنذ تلك المآسي بات صاحبنا كئيبًا لا يَقَرُّ له قرار في عقله ولا نفسه!

تعليقات