- المولد النبوي وحال العرب!

- في أيام كهذه؛ وُلد خير بني آدمَ محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم- فأشرقت الأرض بنور ربِّـــها، وتساقطت الشهب مُتْبِعةً أعداء الله في السماء، وانطفأت نيران المجوس في إيوان كسرى رَهَبًا من سلطان التوحيد، حينها كانت الأرض على موعد بانتشار الخير وانحسار الشرك.
وبعد أربعين سنةً من مولده - عليه السلام- نزل روح القُدُس على قلبه بكلام عربيٍّ مبينٍ، وانهمرتْ الشرائع الإلهية تترى لترفع أهل الله وتسلَّ سيف الحق على أعداء الله، لتنصر المطلومين وتحبط الظالمين!
في تلك الأيام؛ اختار الله لنبيِّهِ عصابةً من خيرة العرب والعجم من طراز فحول الرجال، افتدوا رسول الله بأنفسهم وأموالهم وأهليهم!
وفي هاته الأيام؛ ارتدَّ الشرُّ، وتراجع الحق، وانطلق الباطل بصفير كصفير الحقيقة، واحتفل العرب بألوهية المسيح -عليه السلام- وأصبحت جزيرة العرب مرتعًا للفساد والكفر، وصار الحقُّ ومحبة الصالحين بدعةً يُذَمُّ آتيها، وصار الظلمةُ أولياءَ الناس، وكاد نور الحق أن ينطفي، لولا رجالٌ ونساءٌ قذف الله في قلوبهم الجرأة على نصرة الدين والصراحة بالحق، فبهؤلاء -يا صاحبي- اقتده!

تعليقات