- "الحرب العالمية على المسلمين" (3) : الموقف الإيراني.

- لا شكَّ أن "التحالف الدولي" الذي تحشد له واشنطن ليس إلا حشدًا وحربًا ضد الثورات السُّنِّيَّـة في كلٍّ من العراق وسوريا، وإلا فأخبرني كيف يصحُّ في الأذهان أن تتكاثف قوَّاتُ 40 دولةً لمحاربة جيش لا يتخطَّى الـ 30 ألفَ مقاتلٍ؟!!!
هذه القراءة سوف تظهر بشكلٍ أوضحَ حين تبدأ الحرب على ما يُسمَّى "الإرهابَ"، ولكن يجب لَفْتُ انتباه المتابعين والذين ما زالوا في حيرة من أمرهم في مسألة "التعاون الغربي الإيراني"، حيث يظنُّ كثيرٌ منهم أنَّ إيران هي أكبر عدوٍّ للغرب والصهاينة في الشرق الأوسط، ويعتمدون على شعارات برَّاقة لشيوخ طهران وأتباعهم في اليمن ولبنان والتي ترفع عبارات: "الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، أمريكا الشيطان الأكبر"، ويعتمدون على تعثُّر البرنامج النووي الإيراني بسبب العقوبات الغربية؛ لهؤلاء نقول:
إيران جمعتْ كلَّ قواها الإستراتيجية والعسكرية والسياسية للوقوف مع نظام "بشار الأسد" في دمشق في وجه الثورة الشعبية السورية التي تقودها فصائل إسلامية تشكِّل أغلبية الشعب السوري وفصائل أخرى ذات توجُّهات ليبرالية ووطنية، فكان التنسيق الإيراني واضحًا جدًّا عبر تصريحات مسؤوليها العسكريين والأمنيين الذين بدا للعالَم أنهم هم مَن يُدير الحرب على الشعب السوري، وأن "بشار الأسد"ّ كان سيسقط في السنة الأولى من الثورة لولا الدَّعم الخارجي من إيران و-طبعًا- روسيا.
ومن جهة أخرى؛ فإيران التي استلمتْ العراقَ من الغزاة الأمريكيِّين على طبق مِن "حُبٍّ"؛ كان لا بدَّ عليها أن تحافظ على هذه الهديَّة الثمينة، فخلال هذه الـ 10 سنوات الأخيرة بات العراقُ ولاية كبيرة من ولايات إيران خاصة مع حكم هذه الشخصية الطائفية العميلة والغبيَّة في آنٍ واحدٍ "نوري المالكي"، عرف أهل العراق مدى تلك الخيانة فثاروا على الحكم الطائفي فما كان عليهم إلا أن يُرسلوا قوات الحرس الثوري الإيراني -الذين جاءوا على متن الطائرات- أن يُرسلوهم إلى طهرانَ على متن النعوش!!
والآنَ؛ "إيران في أسعد أوقاتها" -كما يقول الأستاذ غسَّان شبانة- فهي ستحافظ على مكتسباتها في سوريا والعراق عبر الثوب الفضفاض "الحرب على الإرهاب"، ورغم عدم مشاركتها في هذا التحالف الشيطاني -الذي تُدِرُّ أموالَهُ دول الخليج- إلا أنها راضيةٌ تمامًا عن هذا الحلف، لأنه الحلف الذي سينقذ مشروعَها الطائفيَّ الخبيثَ!
هل أزيدك شيئًا؟ النظام السوري -الذي هو حليف طهران- قال وزير خارجيته عند سماعه خبر "التحالف الدولي": "يمكننا المساعدة في الحرب على الإرهاب"!!!
يا لَمهزلةِ القرن!

تعليقات