- مـُ[ـخـ]ـتطفٌ مِن رواية

أتعرفان ماذا حدث بعد الخيانة؟
كانت حلقاتُ "الفلم" تمرُّ في لحظة واحدة، تمرُّ عشرةُ أيَّام أو عشرون يومًا في دقيقة أو أقلَّ، لا يمكن تصوُّر ما يحدث في تلك المدة الوجيزة من لقطاتٍ سافرة، كان جسد الحقيقة العاري يبرُزُ بكلِّ مفاتِنِهِ، كان يتنهَّدُ صارخًا بأعلى شهواتِهِ: ها أنا كما أنا عليه مِن قبلُ!
كنتُ منبهرًا بما يحدث أمام قلبي مِن رُكامٍ تمثيليٍّ في ساحة الواقع، كنتُ أشاهد "الفلم" وحدي دون أيِّ مساندةٍ، لم يستطع الجسدُ العاري أن يستتر حتى رأيتُ منه كلَّ ما يريد... كلَّ ما يريد هو!!
بإمكان يديَّ أن تقبضَا على خصره الدقيق، بإمكاني التهامُهُ بأقصى شهوتي الغَضَبيَّة، لكنِّي فضَّلتُ أن أقول له حين مرَّ بجانبي وقد انتهى من تمثيل أحد الأدوار:
"كم أنت مخادعٌ ومنافقٌ"!
ردَّ عليَّ بسرعة كنتُ أتوقَّعها:
"يبدو أنَّك لم تفهم طريقة سير الفلم منذ البداية"
قلتُ:
"أجل؛ يبدو لك ذلك، لكنَّ عينيَّ لا تنكران بعد اليوم الحقيقةَ"
قال الجسد العاري وهو يسخر منِّي:
"لا زلتُ أريدك"
قلتُ:
"وأنا... لا أزال أقضي على ما تبقَّى من ذاتِكِ... في النهايــة سوف تضحكُ من كثرة الجنون"!

تعليقات