- مهمهٌ

- مَـهْـمَـهٌ:

كأنَّ بني عامرٍ مَهْمَهُ *** يُساقُ لَهُ الحائرُ الأبْلَهُ
فإن جاءَهُ عالمٌ مُتْقِنٌ *** فيا وَيْلَهُ، مَنْ لَهُ.. مَنْ لَهُ ؟!
بَلاءٌ مِنَ الرَّبِّ مُسْتحْكِمٌ *** فَصَبْرًا على ذا البَلاَ قُلْ لَهُ
شَآبِيبُ هَـمٍّ على شَيْبَةٍ *** و مَنْ شَبَّ شابَ فقدْ أَشْبَهُوا
تَرَامَوْا بِسوءٍ إذَا أغْفلوا *** حَوَالَيْهِــــمُ و الهوى أعمَهُ
فمِنْ كارِهٍ يومَهُ عاجِزٍ *** عن الظِّلِّ حينَ استوى خَلْفَهُ !
و مِنْ لائِمٍ جارَهُ إنْ شرَى *** رَكُوبًا، كأنَّ لَهُ رِزْقَهُ
يضيقُ بها صدرُهُ حَرَجًا *** فينفُثُ في قلبِهِ شَرَّهُ
و يَغْتَمُّ حتَّى ترى لَوْنَهُ *** تكدَّر، و الجارُ مَنْ جَرَّهُ
حقيقٌ عَلَى أنْ يُشاوِرَهُ *** و يَمضِي إذا ما رأى رأيَهُ !
و مِنْ حابِكٍ خُطَّةً أُحْكِمَتْ *** ليُوقِعَ في الفَخِّّّّّّّّ مَنْ وَدَّهُ
فيَقْضِمُ بالضِّرْسِ ألفاظَهَا *** لِتعلمَ أنَّ البَلاَ أَمَّــــهُ
فنِعْمَ الشَّراكُ إذا عاقَـــهُ *** عن الخيرِ فالخيرُ مُسْتَكْرَهُ
نهارًا و ليلاً يَعُدُّ لَـــهُ *** و مخمومُ قلبٍ جَلا قلبَهُ
أَلَمْ يَدْرِ أنَّ العِدَا جيشُــهُ *** على عَتبة الباب، بل أشبَهُ
و مِنْ غارِمٍ أَسْوَدٍ هَمُّـــهُ *** و أبيضَ لو ما ترى ليلَهُ
توارى عن القوم مِنْ سوءِ مَا *** غشاهُ فلستَ ترى ذِكْرَهُ
أيدْفِنُـــهُ في التراب بَرَاءً *** أَمِ الدَّينُ يطغَى فيَدْفِـنَـــهُ ؟!
و مِنْ جاهِلٍ سادَ أمثالَهُ *** و سُؤْدَدُ ذي الجَهْلِ مَا ألَّهُـــوا
يُضِلُّ بأهوائِهِ قومَـــــــهُ *** و يَحْقِرُ بالكِبْــــــرِ مَنْ رَدَّهُ
فكَمْ ضاعَ مِنْ نَابِهٍ ضَمَّـــهُ *** مِنَ الأرضِ قبرٌ حَكَى بُؤْسَــهُ
طوائفُ خَـفَّتْ كمِثْلِ الغُــثَا *** يُحَرِّكُـــها الغُمْلُجُ الأَسْفَـــهُ
يُحَذِّرُهُمْ مِنْ ضِياء الهُدى *** لئلاَّ يرى النُّور ذا الأعمَـــــهُ
إمامُ الضلالة في منبر*** كسوق الرقيق يرى قومه
يقول: ألا أيها العابدون *** و يعني العبابيد لو مدَّهُ !
عليكُمْ بمالكٍ الأَصْبُحِيِّ *** و ما في الموطَّإ قد سنَّــــهُ
و لا تنظروا ما روى مالكٌ *** فإنَّ الروايةَ لا تُفْقَــــــهُ
و لكنَّ ما قد رأى مالك *** هو الدِّينُ حَقًّا فلا تلتَــــهوا
كأنَّ مِنَ الوحيِ ما قد أتى *** بني عامرٍ : فافعلوا و انتهوا !
إذا يبصروا مقتفَى أَحْمَدٍ *** يصُدُّوا سِراعًـــا و لا يأبهُوا
فويح الرجولة يا دهرها *** و قد كلَّم الناسَ ذا الأتفَـــهُ
حنانَيْكَ يا شاعرَ الحُزنِ لا *** تطيقُ من العُشْر مِعْشارَهُ

تعليقات