- لاجونار الأميرة



(الأميرة لاجونار)
سرتْ ليلا بسيف ذي فقار ... على فرس تخُبُّ على المسار
تلين لها الطريق كمثل ريح ... تهبُّ إلى المدائن من ظَفار
ترافقها النجوم مسخراتٍ ... وبالنجم اهتدى ربُّ الجواري
وأي القائفين يكنْ حسيرًا ... يُلاقِ النور في تلك الأثارِ
تواريه وليس لها احتيالٌ ... ومن يمحو مناقب ذي المنار
جبال حولها همدتْ خشوعا ... لتسمع لحن صاحبة الخمار
غناء في الطبيعة ذو شجون ... يناغمه سكوت في القفار
كأن البدر يعزف بارتياحٍ ... وأن الكون يشدو في احتيار
وأن كريمة الآباء تسعى ... لخير جماعة ولخير دار
ولمَّا أغمضتْ أجفانُ ليلٍ ... وقال الفجر حيَّ على لابدار
وزاح الشرق عن أفق جميل ... كثغرٍ باسمٍ يبن الديار
رأتْ نَهَرًا تفجَّر من حياةٍ ... مليح الجلهتين بالاخضرار
تحوم عليه أطيارٌ وسربٌ ... من الولدان يمرح في ازدهار
وأشيخ تناجوْا في ابتهاجٍ ... وبرَّاتٌ ضحكن مع الذراري
رأتْ جبلا كساه كل نبتٍ ... وعمرانا تثقَّف بالحضاري
ودار المُلْك حيث الناس ترجو ... أميرًا حازمًا سهل القرار
تحيط بها قصورٌ شامخاتٌ ... كما غرناطةٌ: طِيبُ المَزارِ
فلمَّا أن رأوْا فَرَسا قريبًا ... وصاحوا: أنتِ أَولى باختيار
وتُوِّجت الكريمة تاجَ عزٍّ ... عظيم القدْرِ يرضى بالكبار
وقال أميرهمْ: يا كلَّ فخرٍ ... شَرُفْنا بالأميرة لاجُنارِ
_____________________________
على حدود منتصف الليل: 21- 11- 2013
الطيب صياد

تعليقات