(لوحة شركسية)
***
لها طغيانُ آلهةٍ جليٌّ ... تقول لعبدها:أقبلْ إليَّـا
فأصبحُ بين منزلتَيْ رجاءٍ ... وخوفٍ دونما أوهى تقيَّه
فأرجو قُربها وتظلُّ تنأى ... وتجعل بيننا وَهَجًا خفيَّا
تُغنِّي تارةً فأقول: مالي... سمعتُ ملاكَ حضرتنا البهيَّه !
ولحنُ الحبِّ في عَينَيْ بسنتٍ ... كما برئتْ مَرِيُّ المَجْدليَّه
بَخِلْتُ بصوتها فجعلتُ أُصغي ... بِكُلِّ جوارحي للأردنيَّه
ولمَّا هاج في قلبي هواها ... وكان القلبُ مكلومًا طَريَّا
هرعتُ إلى الحبيبة في عناقٍ ... ولَثْمٍ للخدود الأزهريَّه
وما رضيتْ لنا سُقيا شرابٍ ... فكنتُ إلى غدائرها صَدِيَّـا
وكان الخِصْرُ بين يديَّ حينًا ... وبعد السُّكْر زاغتْ مِنْ يَديَّـا
وراحتْ ترفع الأقدامَ لُطْفًا ... كمثل حمامةٍ تزهو عَلَـيَّـا
وقالت: رقصةٌ تُروي غليلاً ... على طَرَبِ الأغاني الشَّركسيَّـه
فكنتُ أهيم كالقُـمْـرِّيِّ وَجْدًا ... على أنثاه يرقص بالعشيَّـه
وما لامستُها لأكون فَهْمًا ... لها شرطٌ أكونُ به وفيَّـا
رسمْنا لوحةً بالرقص كانت ... وَثاقًا للعهود المَقْدِسِيَّـه
ختمْناها بتقبيلٍ وضـمٍّ ... كأني قد خُلِقتُ الآنَ حَيَّـا
فيا لله !
ما أشهى رُضابًا ... يسيل بثغرِها عَلَلاً زكِيَّـا
ويا لله !
ما أشهى نُهودًا ... أغيبُ خلالَها وقتًا مَلِيَّـا
أظَلُّ كذاكَ وهْي تقول: صبرًا ... ألم تقنع؟ أقول:
سمعتُ شَيَّـا؟
أحبُّكِ يا بسنتُ فلستُ أدعو ... بغيركِ سيِّدي ربَّ
البـرِيَّـه
فيا رحمنُ هبْ لي في حياتي ... بسنتَ فإنها نِعْمَ
الهديَّـه
سلامُ الله والملإ المُعلَّـى ... عليكِ حبيبتي أزكى
تحيَّـه
في هزيع من ليلِ 3- 12- 2013
الطيب صياد
تعليقات
إرسال تعليق