(ليلة أندلسية في اسطنبول)
***
ودَّها القلبُ وأغراني الأملْ ... يا غزال الحُبِّ والغيثُ انهملْ
قطراتٌ زانتِ اللُّقيا بها ... وعلى الخدِّ حياءٌ وخجلْ
كورودٍ حين يغشاها الندى ... ما على الدنيا إذا فاتتْ وجلْ
وجلسْنا والهوى ثالِثُنا ... وأرى فيه جليسًا لا يُملْ
وسماءُ الليل يعلو بدرُها ... رابعًا فينا، دَعَوْنا فأطلْ
وبأيدينا فناجينٌ حوتْ ... قهوةً كالخمرِ مِن دون خَطَلْ
وسرى في الروح مِن ألحانِها ... سريانَ الشِّعْرِ في بحرِِ الرَّمَلْ
فِتَنٌ تسري بصوتٍ ناعمٍ ... ورخيمٍ مُثْقَلٍ دون عَجَلْ
عَزَفَتْ مثلَ كمانٍ هادئٍ ... وفؤادي في انتشاءٍ وثَمَلْ
لَيس في حفلتها إلا أنا ... وأنا أكثرُ من كان احتفلْ
ثُمَّ شبَّكتُ يديْها بِيدِي ... ويداها في يدي منذُ الأزلْ
وبِِساطانِ على الأرض لنا ... بل بساطٌ واحدٌ ليس أقلْ!
وعلى صدْري أماطتْ شَعْرَها ... ربما تُصغي لقلبي: ما
فَعَلْ؟
ثمَّ أمسكتُ بخِصْرٍ ضامرٍ ... وجعلتُ الثغرَ في
مهوَى القُبَلْ
قُبلةٌ واحدةٌ لا تنتهي ... هِي نارٌ وهْيَ داءٌ
وعَسَلْ
أخذَ الحبُّ بنا في رحلةٍ ... وضياءُ الفجرِ يرمِي
بالنَّبَلْ
وطيورٌ لهوانا فضحتْ ... عَيَّرتْنا: بعناقٍ وغزلْ
ضحكتْ قُربي فتاةٌ وبكتْ ... قلتُ: تبكي بعدما ...؟
قالتْ: جَلَلْ!
ليلُنا كان قصيرًا جافيًا ... قلتُ: كلاَّ، هو دهرٌ
لم يَزَلْ
وتهاوتْ مِن بسنتي دمعةٌ ... وندى الأزهارِ حُبٌّ
وأملْ
وهْيَ مِن تحت جناحي قَبَعَتْ ... قلتُ: غنِّي بالهوى،
قالتْ: أجلْ!
منتصف الليل 29- 11-
2013.
الطيب صياد
تعليقات
إرسال تعليق