- شاعرٌ في طيَّات السفر!

- في ظرف أقلَّ من دقيقةٍ اكتشفتُ أنَّ في الحافلة شاعرًا ينمِّق أبياتًا فصيحةً لم يشعر بها أحدٌ من الرُّكَّاب، وقعتْ عيني خِلسة عليها كمثل الوشم الرقيق في كفِّ الحسناء، فجلستُ قربَــهُ، وسألتُهُ ماذا يكتب؟!
فقال: بذرة قصيدة!
فقلت: على الفصيح الموزون؟
قال: نعم! أَصِلُ إلى البيت فأعيدُ تهيئتها! (أواه!! كأنه سيعتني بجاريةٍ له!)
قلتُ: أنتَ شاعرٌ إذن!
قال: تجارب، وكنتُ في العاصمة حيث أجرتْ معي قناة "النهار" -!!!- لقاءً حول مسيرتي وتجاربي!
ثم قال: اللقاء سيُبثُّ خلال اليومين القادمين، وستجد بريدي الإلكتروني هنالك!
فرحتُ به جدًّا، لم أسأله عن اسمه، لكنه من منطقة "بن سرور"، وهو رجلٌ كهلٌ أسمرُ البشرة أبيض الشعر، حاولتُ سرقة بعض الكلماتِ مما كتب؛ لكني وجدتُّ نفسي مضطرًّا للنزول في "بوسعادة".
كم هي "معجزة" العثور على شاعرٍ في طيَّاتِ السفر، ولكنْ ندمتُ كيف أني لم أكتشفه إلا في لحظة النزول!! كنتُ جالسًا في الوراء دون أن يكون معي فتى ولا فتاة في المقعد الثاني!! كان معي خيال وردة شامية لا غيرُ!

تعليقات